يبحث مازن سلامة عن العمل سبيلاً لاكتشاف المهارات التي تخوّله اختيار مجال الدراسة في «الماستر»، ومشاركته في مهرجان صيف دبي أول الغيث
فاتن الحاج
لا يعرف مازن سلامة (22 عاماً) ما إذا كان لبنان الذي يحبه بلداً قابلاً للحياة، لكنّه لا يتردّد في اتخاذ قرار «الاستقلالية المُتعبة» كما سمّاها للعمل في الخارج. فالطالب الذي تخرّج أخيراً من الجامعة اللبنانية الأميركية (LAU) اختبر برنامج مفاجآت صيف دبي للزمالة التدريبية الذي أكسبه مهارات إدارية ومنحه خبرة عملية في تنفيذ الحملات التسويقية. أما البرنامج، فيختار ألمع الطلاب في مجال التسويق وإدارة الأعمال للمشاركة بأفكارهم في الحدث السياحي السنوي.
في دبي، اكتشف مازن أنّ إدارة الأعمال وحدها لم تعد تشبع شغفه بالتسويق كفن، «هناك وجدتُ نفسي في عالم الإعلام والتواصل والإعلان أكثر من البزنس والجلوس في المكتب». من هنا، لا يستبعد العودة القريبة إلى دبي بهدف العمل هذه المرّة، لكن للعمل بالنسبة إليه فلسفة خاصة: «لن أذهب لأكوّن نفسي وأتزوج، بل سأعمل لمدة سنتين لأختار ماذا سأدرس في شهادة الماستر التي يجب أن أُنجزها خلال خمس سنوات حداً أقصى، وأكيد في الخارج».
لا يخفي مازن رغبته في أن يكون شخصية غير عادية أو غريبة بالمعنى الإيجابي للكلمة، ويعزّز طموحه بتكثيف قراءاته عن هوية الإنسان وطرق التصرّف والسياسة بعيداً عن رومانسية الروايات. هذا الميل إلى محاكاة الإنسان والتواصل معه جعله يفوز في برنامج مفاجآت صيف دبي، بعدما رشّحه عميد شؤون الطلاب في جامعته الدكتور طارق نعواس مع خمسة طلاب آخرين من الجامعة، فيما رشحت الجامعة الأميركية في بيروت ستة طلاب أيضاً. وتدخل في معايير الاختيار معدل علامات مازن (3.49/4) وصفاته الشخصية.
وكان مازن قد زوّد البرنامج بمقاربة إنسانية اعتمد فيها على «المفاجأت في المجال الصحي والدراما والسينما»، مقترحاً تقديم معلومات للصغار والكبار بطريقة مسلية وتناسبهم. ومن الأفكار الكثيرة التي طرحها رفع شعارات للبرنامج مثل «لنحتفل بالسلام». يذكر أنّ مازن مثّل لبنان إلى جانب ثمانية طلاب من المملكة العربية السعودية والكويت والبحرين ومصر والأردن وقطر وسلطنة عمان، والمملكة المتحدة التي تشارك للمرة الأولى. وتمكّن من كسر الجليد وتكوين صداقات فتحت له آفاقاً جديدة، فعاش صيفاً لا ينسى، على حد تعبيره. ويُنتظر أن تثري أفكار الشباب المبتكرة الحدث في السنوات المقبلة.
يرى مازن أنّه ما كان ليصل إلى هذه النتيجة لولا تجربته الطويلة في العمل مع المنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني. فيروي كيف مرّ بكل مراحل العمل في «غرينبيس» من الاحتكاك بالناس وملء الاستمارات إلى تدريب المتطوعين في الجمعية. وهنا يقول: «لا بد لأي طالب تسويق أن يقف في الشارع، ما يوفّر له مهارات التواصل والاستعداد لقبول الآخرين».
كذلك عمل مع مهرجان «الجنى» للأفلام في 2004، فشارك في تنظيم المهرجان وإدارة النقاشات. ونُشر له نقد فني كتبه عن الأفلام التي تابعها.
ولمازن تجربة مع نادي اليونسكو التابع للجنة الوطنية لليونسكو، حيث شارك في ورش عمل كثيرة عن حل النزاعات والأدوار القيادية، وصولاً إلى مبادرة تنظيم ورشة خاصة بحل النزاعات في LAU.
هكذا لم تكن الجامعة والدرس، بحسب مازن، السبب الأساسي في اختياره بل مجموعة هذه العوامل التي تضافرت في بلورة شخصيته التي لا تزال في طور التكوين.
ينصح والد مازن ابنه بأن يهاجر ويحصل على جنسية غير لبنانية، لكنّ مازن لن يترك لبنان من أجل الجنسية، «سئمت الوضع اللبناني وسأعمل على تحسين وضعي».
مازن سيفتقد بيروت وشارع الحمرا ومسرح المدينة لأنّه يعلم جيّداً ماذا ينتظره في الخارج، ويأسف لأن تكون نقطة ضعف الشباب اللبناني الدين والسلاح.