ليال حداد«مرايتي يا مرايتي رح إحكيلك حكايتي». كانت في الثانية عشرة من عمرها. وقفت أمام المرآة صباحاً ووجدت أن جسدها بدأ بالنمو. «أنا جميلة» قالت، وغادرت الغرفة.
بعد عشر سنوات، عادت لتقف أمام مرآتها، يومياً في الصباح، ولكن دون تعليقات. تضع قليلاً من الكحل على عينيها وتغادر. في هذه السنوات تغيّرت كثيراً، تغيّرت لدرجة تحاول أن تتذكّر بعض التفاصيل التي كانت يوماً ما مهمّة في حياتها.
كانت تحبّ البوظة على شوكولا، وتحبّ «أرز الرب» كما علّمتها الراهبة في المدرسة أن تقول. ففي مدرستها كان عشق الأرز من أساسيات النجاح.
كبرت وبقيت تحبّ الأشجار، ولكنها استبدلت الأرز، بالسنديان، الأحمر تحديداً، واستمرّت بحبها للبوظة.
كانت تقرأ دانييل ستيل وباربارا كارتلاند، وها هي اليوم تخبّئ تلك الروايات في الرف الخلفي من مكتبتها، وتضع أمامها مزهرية وإطاراً لصورها العائلية.
ولبنان؟ تعتقد أنها تحبّ لبنان «إنو هيك بالمبدأ»، ولكنها تكره اللبنانيين. تكره حديثهم الفوقي وتنظيرهم بكل قضايا الأمة المسيحية والإسلامية والبوذية. تكره حديثهم الدائم عن عرقهم الفينيقي، وعن ذاك الطير الذي انبعث من الرماد. فليأت الطير ويعالج أزمات الفقر والبطالة!
هي تغيّرت. تدرك ذلك، إلى الأحسن أم الأسوأ لا فرق، المهمّ أنها تغيّرت، الأمر الوحيد الذي بقي ثابتاً هو «نقُّها» المستمرّ. هل لاحظتم؟