نضال حرب هناك الكثير من الأمور المعقّدة في السياسة والاقتصاد، يمكن أن تجد طريقها إلى الحل، أو تضع أسساً لحلها من خلال «التخيل»، وخاصة مع الأشخاص الذين يمارسون الأشياء أو يدلون بتصريحات عكس قناعاتهم الشخصية، رغبة منهم في الدفاع عن زعيمهم وصاحب لقمة عيشهم أو رب عملهم. مثلاً، تخيل لو أن الشيخ سعد الحريري أعلن إفلاسه (لا سمح الله) وأنه على خلاف مع المملكة العربية السعودية (لا قدر الله).
ماذا سيحل بالبلد؟ كارثة.
جيش من «المثقفين» وأصحاب «الأقلام الرفيعة» جداً، سوف يسرّحون إلى بيوتهم، وسوف يبدأون التأقلم (أي تغيير القلم).
ماذا سيفعل مصطفى علوش وعمار حوري؟
ماذا سيفعل (المقاوم السابق) والنائب الماروني حالياً، الياس عطا الله؟
ماذا سيفعل فارس سعيد وسمير فرنجية ونسيب لحود وبطرس حرب... سوف يبدأون بانتقاد عمل الحكومة ورئيسها فؤاد السنيورة على ما قام به خلال الخمس عشرة سنة الماضية...
تخيّل، ماذا سيفعل وليد جنبلاط؟ سيذهب مجدداً إلى بنت جبيل ويلقي الخطاب نفسه الذي ألقاه بعد التحرير عام 2000، ويعلن بناء المقاومة التقدمية الاشتراكية حتى تحرير آخر شبر من فلسطين المحتلة، ويهاجم الرجعية العربية ويهاجم أيضاً المملكة العربية السعودية!
تخيّل، ماذا سيحل بمجموعة 14 آذار؟ سوف يلتحقون بإخوانهم في 8 آذار، فيصبح مجموعهم على كاهل الشعب اللبناني 22 (يعني 14 + 8 = 22 )... وتحمّل يا لبناني يا غشيم...
الأهم من هذا كلّه، تخيّل ماذا سيحلّ بالشيخ سعد؟ سوف يذهب إلى مجموعة 14 آذار ويطلب منهم مساعدته بالمال... ولكنهم لن يفعلوا، وسوف يعود إلى حضن صيدا، مدينة جده وأبيه، ليبدأ البحث مجدداً عن الحقيقة... حقيقة استشهاد الرئيس رفيق الحريري.