بلال عبودتبدأ العطلة الصيفية، فيروح الأهل معها يبحثون عن طرق للمحافظة على اهتمامات أولادهم «العلمية»، مخافة أن يستنفد الصغار وقتهم في اللعب.
«هل يجب أن يقرأ ابني في الصيف»؟ سؤال يكرره الأهل، ومرد السؤال هو قناعتهم بأن الطفل بحاجة إلى الراحة في هذا الفصل، بعد أشهر من الدراسة والاستيقاظ باكراً. كما أن الكتب الصيفية وما تحتويها من مواد تبدو بعيدة عمّا يعايشه الأطفال في يومياتهم الصيفية، كزيارة البحر والرحلات والألعاب، بالإضافة إلى الإنترنت الذي يجذب أعداداً متزايدة من الأطفال دون 15 سنة. لكن هناك إصراراً من الأهل على شراء هذه الكتب.
مديرو بعض المدارس، وتحديداً الخاصة منها، يجبرون طلابهم على شراء الكتاب الصيفي كجزء من المنهج الدراسي، من أجل أن «يُرفّع التلميذ إلى الصف الأعلى».
النقاش بشأن النشاط العلمي صيفاً لا يقتصر على اللبنانيين، بل إنه يشغل الأهل في مختلف دول العالم. نشرت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية مقالاً عن أهمية الدراسة الصيفية في المنزل، حيث «الطلاب يؤدون واجبات معينة بدون رقابة من الأستاذ»، وهذه الطريقة تمثّل عنصراً أساسياً في التعليم الحديث، حيث الطالب هو محور العملية التعليمية، يشارك في تلقي الدروس بشكل فعال، أي إنه يشارك جزئياً في عملية الشرح والبحث وإجراء التجارب.
ولكن الصحيفة الأميركية ركزّت في المقابل على آراء تربويين يشددون على أن «الصيف هو الصيف»، والدراسة فيه قد تحوّل الطفل إلى شخص معزول عن أقرانه، فلا يمكن تجاهل دور الألعاب في تكوين الشخصية الكاملة، ونسبة الأطفال الذين يواظبون على القراءة في الصيف تتراجع باستمرار لمصلحة باقي النشاطات.
يظهر أن الدافع الأساسي للأهل في تبني الدراسة في الصيف هو لحماية أبنائهم من «مخاطر اللعب»، وخاصة تلك التي يمارسها الصغار خارج المنزل، كتسلق الأشجار والقفز على التراب، بعيداً عن باقي الرياضات. لا تتفق الدراسات الحديثة مع آراء الأهل الراغبين في حماية أطفالهم من هذه الألعاب، فتشير دراسات بريطانية نشرتها صحيفة «غارديان» إلى أن الأهل «يؤذون» أولادهم عندما يمنعونهم من ممارسة الألعاب الخطرة التي تساهم في تنمية روح المغامرة لدى الطفل، والمخاطر التي يتعرض لها الطفل أثناء اللعب تعادل تلك التي قد يتعرض لها فيما لو بقي في البيت ووقع عن سريره.
تميل دراسة تربوية حديثة إلى تبني فكرة «كتاب واحد يكفي»، على أن يكون للمطالعة لا للدراسة. وقد بيّن إحصاء شمل مدارس بريطانية عدة «أن الأساتذة لم يلحظوا أي فرق يذكر بين الطلاب الذين أنهوا الأعمال الصيفية، وأولئك الذين لم ينفذوها».


التصالح مع الطبيعة

دعوا الأطفال يمارسوا هواياتهم كتسلق الأشجار، فهذا النوع من النشاطات يساهم في تنمية روح المغامرة، وفي تمكين علاقة الطفل بالطبيعة، وخاصة أن أطفالنا باتوا يميلون إلى الانزواء مع الكمبيوتر


أي قصة نختار؟

تنمية الرغبة في المطالعة أمر ضروري، ولكن من المهم جداً أن يُحسن الأهل اختيار القصص لأولادهم، ففي لبنان تنتشر قصص مترجمة عن الإنكليزية تروّج لأفكار تحتقر السكان الأصليين لقارة أميركا