في الرابع من آب 2006، وفيما كان العدوان الإسرائيلي في أوجه على لبنان كانت مجموعة من الشباب الأميركيين والأوروبيين تناقش حقّ إسرائيل في الدفاع عن نفسها من خلال مجموعة «مناقشة الحرب اللبنانية الإسرائيلية» على موقع فايسبوك.اليوم، وبعد عامين على إنشاء المجموعة تبدّل النقاش وبدأت المآسي التي خلّفتها إسرائيل، ولا سيّما في جنوب لبنان، تظهر دافعةً بعدد من الأعضاء الغربيين إلى تغيير رأيهم بطبيعة الصراع. وتولّى عدد من الأعضاء العرب نشر مقالات ووصلات لعدد من شرائط الفيديو على موقع «يو تيوب» تظهر أن إسرائيل استعدّت للحرب قبل أسر الجنديين وأن الأسلحة التي استعملتها محرّمة دولياً. غير أن ذلك لم يقنع الجميع، وخصوصاً أن بعض الأعضاء ولا سيّما الأميركيين استمرّوا بالتذكير بالمحرقة النازية ضدّ اليهود «وذلك يبرّر كل تصرّفات إسرائيل والشعب اليهودي في العالم، فمن أحرق حيّاً في الأفران النازية يحقّ له الدفاع عن نفسه، وحتى المبادرة بالهجوم لتأمين الحماية»، يقول أحد الأعضاء من ولاية نيويورك الأميركية.
أمّا الإسرائيليون فوجودوا في المجموعة الطريقة الأسرع والأسهل لتبرير قتل المدنيين في لبنان وفلسطين، إذ رأت إحدى الأعضاء «أن أي شخص سيضايق إسرائيل سنهاجمه بالأسلحة الكيميائية». كذلك شرح أحد الإسرائيليين الذين يعيشون في الولايات المتحدة أنّ إسرائيل لن تعيد أي أرض محتلة، ومنها هضبة الجولان السورية ومزارع شبعا اللبنانية «لأن هذه قواعد الحرب... من يخسر أرضه لا يستعدها».
وتتضمّن المجموعة وصلات إلى عدد كبير من مجموعات الفايسبوك، منها مجموعة تظهر أطفال إسرائيل وهم يكتبون الرسائل على الصواريخ المرسلة إلى لبنان، وقد أثارت هذه المجموعات غضب الإسرائيليين الذين رأوا أنّ من أسّسها «معادٍ للسامية».