أحد اللبنانيين أذهلته طريقة تفكير أبناء شعبه، فأنشأ مجموعة «البريستيج اللبناني» ليختصر فيها حياة مواطنيه المهووسين بالمظاهر.يتصدّر المجموعة عدد من أسماء المجمعات التجارية والمطاعم اللبنانية التي يرتادها الشباب البورجوازيون في لبنان، «وحتى هؤلاء الذين لا يملكون المال يصرّون على الدخول إلى هذه المتاجر، فقط ليقولوا إنهم كانوا هناك»، يقول مشرف المجموعة.
ويعدّد أبرز المواقف التي تواجه اللبناني والعبارت «الستاندرد» التي يستعملها. فمثلاً «وين كنت اليوم؟ أو شو عامل بكرا؟» يكون جوابها جاهزاً سلفاً من خلال تسمية أحد المسابح الراقية أو أحد المطاعم المكلفة.
«ومع أننا نعلم أن أكثر هذه الأجوبة تكون كاذبة، إلا أننا نصدّق ما يقولون»، تقول إحدى العضوات في المجموعة، معلنةً أنها إن أكلت في مطعم شعبي فهي لن تخبر رفاقها بذلك «خوفاً على بريستيجي».
واللافت أن أحداً من أعضاء المجموعة التي يتجاوز عددها خمسمئة عضو، لا يجد هذه الظاهرة خاطئة، باستثناء مشرف المجموعة وأحد أصدقائه. ورغم بعض الانتقادات أو الاختلافات السياسية بين اللبنانيين، إلا أن «البريستيج» يبقى الجامع الأول بين أغلبهم كما يؤكدون.
أما أحد الأعضاء فيرفض من جهته أن يذهب إلى هذه الأماكن ليكسب مركزاً في المجتمع، والسبب ليس موقفاً أيديولوجياً أو اقتصادياً، بل «نحن اللبنانيين نولد والبريستيج معنا، ولا نحتاج إلى مطاعم أوروبية لتحدّد لنا مركزنا». إنّه البريستيج إذاً الذي يجمع عليه كل اللبنانيون، فيما يختلفون على طريقة عيشه.
وأكثر مظاهر البريستيج بحسب المشرف هي «الفاليه باركينغ» الذي أصبح بدوره «كلاس»، ونادراً ما تقلّ تكلفته عن خمسة آلاف ليرة.