استحدث حبيب حداد موقع «يُملي» الإلكتروني الذي يحوّل أي كلمة عربية مكتوبة بالأحرف اللاتينية إلى «العربية»، مع إعطاء احتمالات للكلمة الواحدةحاضر المخترع اللبناني الشاب حبيب حداد في كلية الهندسة والعمارة في الجامعة الأميركية في بيروت عن موقع «يملي» (من إملاء)، الذي يتضمن محرك بحثٍ متصلاً بغوغل وويكيبيديا، ومحرراً وخدمات فايسبوك.
وقد روى حداد كيف انطلقت الفكرة، فقال إنه خلال حرب 2006 تناهى إليه وهو في الولايات المتحدة أنّ قذيفة سقطت قرب منزل أهله، فلجأ إلى الإنترنت للاستعلام، لكنه لم يكن يملك لوحة مفاتيح (كيبورد) بالعربية، كما أنه لا يجيد الطباعة بهذه اللغة. فرأى أنّ الحل الأنسب يكمن في اختراع برنامج سهل الاستعمال يقوم بالمهمة. وقد استغرق إعداد البرنامج عاماً كاملاً، استعان خلاله حداد وصديقه اللبناني عماد جريديني بكتب ومراجع في قواعد اللغة العربية والفرنسية والإنكليزية وفي علم الألفاظ وتصوير الأصوات.
وأسس الصديقان شركة «لانغودج أناليتيكس» التي أطلقت موقع «يملي» في 15تشرين الثاني، فيما بدأ العمل الفعلي للموقع في شباط 2008، ولاقى الموقع رواجاً كبيراً في الدول العربية، وخصوصاً في مصر والمملكة العربية السعودية. ويقدّر عدد زواره اليومي بأكثر من خمسين ألفاً، والعدد في تزايد مستمر.
وفي 26 نيسان 2008، حاز موقع «يملي» جائزة أفضل تكنولوجيا للإنترنت التي أطلقتها مدينة دبي للإنترنت مع مايكروسوفت وبي أس آي في عام 2004.
وقال حداد إنّ الهدف تقوية الإنترنت العربي عبر تسهيل الطباعة بالعربية، وتشجيع تأليف المواقع العربية، لأن الحضارة العربية الرقمية في خطر.
على صعيد آخر، تظهر دراسة أجرتها الجامعة الأميركية في القاهرة «أن 78 في المئة من مستخدمي الإنترنت بالعربية لم يمارسوا يوماً الطباعة بالعربية. هذا مثل القول إنّ 78 في المئة من الفرنسيين لم يطبعوا يوماً بالفرنسية».
وقد لفت حداد إلى أن إحدى أكبر نسب نمو استعمال الإنترنت هي في العالم العربي، لكن تطوير محتويات بالعربية على الإنترنت أمر صعب، بسبب تعقيدات الطباعة بالعربية. وحتى إذا توافر «كيبورد» مع أحرف عربية، يلجأ معظم مستعملي الإنترنت العرب إلى الطباعة بالإنكليزية. وقال إن الموقع يهدف أولاً إلى مساعدة مستخدمي الإنترنت العرب الذين لا يتقنون الطباعة العربية. كما يرمي إلى مساعدة الذين يريدون تعلم العربية وكتابتها.
ويسعى حداد وجريديني إلى تطوير موقع «يملي» عبر توفير أدوات أقوى، وتلبية طلبات المستخدمين، وتغطية كل اللهجات، وتمكين البرنامج من العمل بطريقة معكوسة، أي قراءة الأحرف بالعربية وتحويلها إلى اللاتينية، والبحث بأي لغة، وجعل محرك البحث أسهل.
وأوضح حداد أنّ الكلية علّمته وعلّمت رفاقه الاهتمام بالتفاصيل الشائكة قبل الصورة الإجمالية. ونصح الطلاب بأن يستفيدوا من مشروع سنتهم الدراسية الأخيرة حيث يبدأون بالبناء فعلاً.
من جهة ثانية، شارك حداد في تأسيس شبكة أصحاب المبادرات والتكنولوجيين اللبنانيين، كما أسس جمعية لدعم جهود الإغاثة بعد حرب تموز.