strong>تحرُّك الموقوفين الإسلاميين في رومية خرج من خلف جدران السجن. فعائلات المضربين عن الطعام منذ 6 أيام وراء القضبان تحرّكت في الخارج، مدعومة بتضامن سياسي وديني واسع، ونفذت أمس 3 اعتصامات، عكّر صفو أحدها اعتراض معتصمين على حضور النائب مصطفى علوش ومنعه من الكلام
الاعتصام الذي دعا إليه أهالي الموقوفين الإسلاميين المضربين عن الطعام في سجن رومية لم يُكتَب له أن يصل إلى خاتمته السعيدة، بعدما شابته حادثة الاعتداء على عضو كتلة المستقبل النائب مصطفى علوش، ومنعه من إلقاء كلمته. وكان الاعتصام الذي نفذ في ساحة عبد الحميد كرامي في طرابلس (ساحة النور) بعد صلاة الجمعة أمس، قد جمع حشداً من أهالي الموقوفين والمتضامنين معهم، مرددين هتافات ورافعين لافتات تدعو إلى الإفراج عن المساجين، فضلاً عن هتافات مذهبية وطائفية حاول بعض المنظمين ضبطها.
ومع وصول عدد من الشخصيات السياسية والدينية إلى المكان، بمرافقة أمنية حاشدة، اعتلى المنبر الذي وضع على طرف الساحة كل من ربيع عامرية باسم الأهالي، وعضو المكتب السياسي للجماعة الإسلامية عبد الله بابتي، ومؤسس التيار السلفي في لبنان الشيخ داعي الإسلام الشهال، الذي قوبل بهتافات استقبال حارّة.
لكن عندما بدأ النائب مصطفى علوش بإلقاء كلمته، قابله عدد من المعتصمين بهتافات تطالب بنزوله عن المنبر. إلا أنه رفض وأصر على إلقاء كلمته، فما كان من الحشود إلا أن اندفعت نحوه، وقد رفع بعضهم العصي والسكاكين، فتراجع هو ومرافقوه إلى الخلف. وعندما تزايد الحشد حولهم، أخذه مرافقوه باتجاه مبنى مجاور، حيث بقوا قرابة ثلث ساعة قبل أن تحضر قوة من قوى الأمن الداخلي، وفكت الطوق عنهم. وأفاد شهود بأن علوش تعرض لبعض اللكمات، فيما أصيب بعض مرافقيه بجروح بعد تعرضهم للضرب بالعصي. وكان علوش الذي فضل عدم التطرق إلى تفاصيل ما جرى قد أشار إلى أن «القضية التي جرى الاعتصام من أجلها محقة، لكن بعض المندسين أرادوا تشويه الاعتصام وإفشاله».
في غضون ذلك، أعلنت بعض الجهات الإسلامية قبل الاعتصام انسحابها من المشاركة فيه. فالمسؤول الإعلامي في حزب التحرير، أحمد القصص أشار إلى أن حزبه قاطع الاعتصام «بعد تحوله إلى مهرجان انتخابي»، مضيفاً أن «الأهالي تُستَغَلُّ حرقتهم على أبنائهم». أما رئيس مجلس أمناء وقف إقرأ الإسلامي الشيخ عمر بكري فستق، فقال إنه لم يشارك لأن كثرة المنظمين «تضيّع الطاسة، ولا نعرف إلى أين ستصل الأمور، فأي مشكلة أمنية قد تحصل ستؤدي إلى نتائج ومشاكل عكسية».
أهالي الموقوفين أصدروا بياناً أكّدوا فيه أنهم يرفضون أن تُوضَع قضية أبنائهم في حساب أي طرف سياسي، مطالبين بتوافق كل الأطراف السياسية لحل هذه القضية الإنسانية. ورأى البيان أن ما حصل مع النائب علوش هو محاولة لتسييس القضية لأهداف انتخابية.

هدوء في صيدا وتعلبايا

اعتصام طرابلس الصاخب تزامن مع اعتصامين هادئين للهدف ذاته في كل من صيدا وتعلبايا. ففي عاصمة الجنوب، تجمّع العشرات من أهالي الموقوفين الإسلاميين والمتضامنين أمام مسجد الحسين، حيث تحدّث المسؤول السياسي للجماعة الإسلامية بسام حمود الذي أكّد رفض الجماعة لأي إخلال بالأمن أو استهداف للقوى الأمنية أو قوات الطوارئ الدولية، واعداً «بالتحرك بقوة لنفك قيد المظلومين».
من ناحية أخرى، استقبلت وزيرة التربية والتعليم العالي بهية الحريري في مجدليون وفداً من لجنة متابعة قضية الموقوفين، يرافقه الشيخ نزيه نقوزي والشيخ حسام العيلاني، واعدة بمتابعة القضية، على أمل أن تُعالَج في أقرب وقت.
وأمام مسجد عمر بن الخطاب في تعلبايا، تجمع أهالي 11 موقوفاً بقاعياً، رافعين لافتات تطالب بالإفراج الفوري عن أبنائهم، أو محاكمتهم محاكمة عادلة. وألقى إمام المسجد الشيخ أحمد اللدن كلمة رأى فيها أن المشكلة تكمن في عدم إضاءة الدولة على أسباب الاعتقال، مطالباً بإصدار الأحكام أو إطلاق سراح الموقوفين. وباسم أهالي المضربين عن الطعام تحدث المحامي حسين جبر الذي توقف عند «الظلم الناتج من التوقيف التعسفي»، مطالباً القضاة بالإسراع لإنهاء هذا الملف.

السيد: محاولة لإخفاء مجموعة الـ13

وفي سياق متصل، أصدر اللواء الركن جميل السيد بياناً أمس رأى فيه أن التحركات المطالبة «بإطلاق موقوفين أصوليين في سجن رومية محقّة في بعض جوانبها، لأن بينهم أبرياء لم توجّه اليهم أي تهمة». ولفت السيد «إلى وجود مراجع سياسية وقضائية رسمية تقف خلف تلك التحركات لتبرير الإفراج عن بعض المتورطين في قتال الجيش والمجموعة التي اعترفت باغتيال الرئيس الحريري من دون الادعاء عليها، بحيث تهرّب من أيدي لجنة التحقيق الدولية ثم إخفاؤها».
(الأخبار)


موقوفان إلى المستشفى