صيدا ـ خالد الغربي «بعد أيام سأنفذ وعدي وسأصدق فيه. سأكون على الثغور للتحضير للمعركة التي قال عنها سماحة الأمين العام لحزب الله المجاهد الكبير السيد حسن نصر الله إنها ستغيّر وجه المنطقة». هذا ما قاله الأسير المحرّر سمير القنطار خلال الاحتفال التكريمي الذي أقامه الحزب الديموقراطي الشعبي على شرفه مساء أول من أمس في صيدا. لم تكن هذه العبارة الوحيدة التي ألهبت حماسة القادمين لتحيته. فهو تحدّث عن الألم الذي يسببه سماعه عبارة أنه أمضى 30 عاماً وجاء زمن الراحة والتقاعد: «هذا يستفزّني لأن المقاومة ليست وظيفة تنتهي بالاستقالة في عمر ما، المقاومة مشروع والتقاعد الكامل عند المقاوم هو إعلان هزيمة».
وانتقد القنطار الذين يتعاطون مع المقاومة كأنها «شركة مقاولات» مؤكداً أن المقاومة مشروع كبير «هدفه إزالة الأسباب، لذلك سنواصل مسيرتنا نحو جنوب الجنوب، وسيكون سيل المقاومة جارفاً وسيأخذ في جريانه كل الأوساخ».
هذا الكلام أطلقه القنطار في باحة مركز الحزب في صيدا، التي غصّت بالحضور ومن لم يتسّع له مكان اعتلى شرفات المنازل وسط حضور سياسي وشعبي تقدمه رئيس التنظيم الشعبي الناصري النائب أسامة سعد، والأمين العام للحزب الديموقراطي الشعبي نزيه حمزة وممثلو أحزاب سياسية لبنانية وفلسطينية ورجال دين وأسرى محرّرون.
هذه الباحة سجلت أعلى نسبة أنشطة تضامنية معه، لكن هذه المرة لم يطلّ القنطار على محبيه بطيفه المتسلل عبر رسائله المهربة من سجن «هداريم» أو كلمات شقيقه بسام، بل أطل هامة مرفوعة على صخب أغاني الثورة و«أنا لا أنساك فلسطين» و«والله وطلعناهم برا».
بعد كلمة عرّيف الاحتفال الزميل علي حشيشو، حيا النائب أسامة سعد «عميد الأحرار سمير القنطار»، مشيراً إلى حق «الشعب المقاوم بدولة عادلة لا دولة الطوائف والمزارع». كما كانت كلمات لكلّ من رئيس بلدية صيدا عبد الرحمن البزري وعضو المجلس السياسي في «حزب الله» محمود قماطي والأمين العام للحزب الديموقراطي الشعبي نزيه حمزة. وفي نهاية التكريم أهدى حمزة القنطار بندقية حربية من نوع «سمينوف» ولوحة نحاسية عليها تواريخ عمليات لجبهة المقاومة ضد إسرائيل.