أيمن فاضلانتهى السبت الماضي «مسير الربيع» الذي تحوّل إلى طواف على طول خارطة الوطن، باحتفال أعدّه «اتحاد الشباب الديموقراطي» لرفاقهم في مركز الاتحاد في شارع مار الياس في بيروت.
هذا المسير كان قد بدأه عشرون شاباً من الاتحاد تحت شعار «كلّ الوطن إلنا كلنا»، لكنه انتهى بـ200 مشارك انضموا إليه في مختلف المناطق بعدما دخل الشباب إلى كل بيتٍ في لبنان. تقول زهراء جازية التي انضمت إلى المسير من مدينتها صور منذ اليوم الخامس واستمرّت مع الشباب 29 يوماً أخرى، إنها كانت تعتزم التوقف في البازورية بعد عدة ساعات، لكنها اليوم تأسف لأنها لم تشارك فيه منذ اللحظة الأولى.
لوّحت السمرة وجوه «نصف شباب الاتحاد» وفق تعبير «أبو صافي» الأسمر منذ الخليقة، وهذه إحدى نتيجتين أثمرهما المسير بعيداً عن السياسة: سمرة الشباب «الفلاحية» وفق تعبير الأمين العام للمنظمة عربي العنداري، وتقوية الرابط الرفاقي بين الشباب الذين كرّسوا عقيدتهم الداعية إلى إحلال وطن علماني من خلال هذا المسير، فأصبحوا أشد ترابطاً وتفاهماً ومقدرة على التعاون في محطات نضالية مستقبلية. ساندي مزهر تقول: «إن عزيمتها وإيمانها قويان» بالمختصر: أؤمن أكثر بمقدرتنا على بناء وطن قطعناه مشياً... فما الذي سيمنعنا من بنائه؟
لم تختلف تحضيرات الاستقبال عن صورة المسير، الذي علّقت صور تظهر بعض محطاته على طول شارع مار الياس. وتحوّل الاستقبال إلى احتفال شاركت فيه مجموعات كشفية في الاتحاد من مناطق الزرارية وصريفا وأنصارية وعدلون، غنّوا احتفالاً برفاقهم، ثم ألقت الاتحادية يارا نمّور كلمة ترحيبية باسم فرع بيروت أشارت فيها إلى أن «ما يحتاج إليه الشعب اللبناني وما ينتظره هو الأفعال التي تغيّر من الواقع الصعب». ورأت أن ما قام به اتحاد الشباب الديموقراطي هو «المبادرة إلى هذا الفعل، فكان القرار بمسير يجوب كلّ المناطق اللبنانية، بهدف كسر الحواجز الوهمية والواقعية». عبروا لبنان شارحين رؤية الاتحاد في طبيعة النظام الطائفي العاجز عن بناء الدولة والقادر فقط على توليد الأزمات، مشيرة إلى أنه «بداية مرحلة نضالية جديدة. مرحلة افتتحها الزعماء في الدوحة على تقسيم قالب الجبنة دون البحث عن حلول لمشاكلنا. هذه الحلول لن تنتج ولن تكون ممكنة إلا عبر النضال الشاق». لكنها أشارت في المقابل إلى أن «هؤلاء الشباب لا يتوهمون أن هذا المسير قد ينتج أو يحمل حلولاً لما يعانيه شعب لبنان، ولكنه القرار الشجاع بفعل شيءٍ».
وكان مسير اليوم الأخير قد بدأ عند العاشرة صباح السبت من قرية العبادية، حيث قابلوا رئيس البلدية وأعضاءها، وأجروا حواراً عن أحوال المنطقة وتحدّثوا «كما جرت العادة خلال 36 يوماً» عن رغبتهم بوطنٍ لا تقطّع أوصاله الخلافات الطائفية والمناطقية. ثم أكملوا المسير إلى شويت، عاريا، ووصلوا عند الثالثة والنصف من بعد الظهر إلى بعبدا، حيث كانت لهم محطات مع المجالس البلدية والأهالي في كل قرية، ثم استكملوا المسير إلى الحدث وقطعوا «خط التماس» عبر الكفاءات إلى «أوتوستراد هادي نصر الله» ثم الغبيري، وفي كل محطة كانت تقابلهم مجموعة من «الرفاق» الذين أكملوا معهم المسير إلى مار الياس.


ذكريات وطرائف

حمل كل مشارك مجموعة من الأحداث التي لن ينساها. أحد المشاركين أشار إلى أنهم تعرّضوا «لاستضافة بتهديد السلاح» في بعض القرى البقاعية، فيما قالت ريتا إنهم عانوا فقدان التمويل خلال فترة من مسيرهم، فجمعوا علب التنك وباعوها، وأثمر هذا الاقتراح 20 ألف ليرة خلال نصف ساعة، لكنه لم يستمر بسبب عدم قدرتهم على حمل هذه الكميات معهم. فيما يتندر المشاركون على «رفيقٍ» تعلّم القيادة خلال قيادته السيارة المرافقة، وهو الذي لم يفلح أي موقفٍ سابق بتعليمه القيادة، أما حلا فلم تعرف من يتقاتل طائفياً، وذلك بسبب اعتبار كل لبناني نفسه «مثالاً للتعايش».