رغم محاولة استخدام الاعتداء على النائب مصطفى علوش للتخفيف من وهج التحرك الذي يقوم به أهالي المسجونين الإسلاميين المضربين عن الطعام منذ 7 أيام، إلا أن التحرك مستمر، واليوم ستعتصم الأمهات أمام المحكمة العسكرية
طرابلس ـ عبد الكافي الصمد
إسلاميو سجن رومية مستمرون في إضرابهم عن الطعام لليوم الثامن على التوالي، مطالبين بالإفراج عنهم. وبعدما كان التحرك مقتصراً على الموقوفين، انضم إليهم رفاقهم المحكومون الموجود معظمهم في السجن ممّا قبل عام 2004. وحتى مساء أمس، نُقِل إلى المستشفى 12 مضرباً عن الطعام، عولِج 7 منهم وأعيدوا إلى السجن، فيما بقي 5 آخرون في المستشفى، وهم من المساجين الذين يتناولون أدوية بسبب أمراض مختلفة، كالضغط والقلب والسكري.
في هذا الوقت، تتوالى تداعيات ما حصل خلال الاعتصام الذي أقيم بعد ظهر يوم الجمعة الماضي في طرابلس، تضامناً مع إسلاميي رومية، وما تخلله من محاولة اعتداء على عضو كتلة المستقبل النائب مصطفى علوش. وذكر مرجع أمني لـ«الأخبار» أن 3 مشتبه فيهم بالاعتداء على علوش أوقِفوا، ويستمر المحققون بمراجعة أشرطة التصوير لتوقيف آخرين. وأكّد المرجع أن معطيات أولية تشير إلى إمكان أن تكون هناك خلفية سياسية لما جرى، لكن الدلائل الحسية التحقيقية لم تثبت ذلك بعد، مشيراً إلى أن هذا الأمر سيحسم بعد انتهاء التحقيقات.
بدوره، قال النائب علوش لـ«الأخبار» إنه يرى أن ما جرى هو «ردة فعل عفوية وفوضوية، لكن التحقيقات الأولية أكدت وجود مجموعة كانت تريد استهدافي جسدياً». وأضاف: «لم أدّع على أحد، لكن القوى الأمنية تقوم بالتحقيقات اللازمة، وبناءً على ما ستظهره سأتصرف، وخاصة أن أحد الموقوفين كان معه خنجر يريد ضربي به». وأضاف علوش أن «ما حصل أحدث بلا شك «نقزة» من الجو السلفي في طرابلس، وهذا جزء من الحملة لتصوير طرابلس على أنها معقل للفوضى والتطرف، وأنا لا أقبل بذلك، ولأنه ما من أحد من السلفيين أو الإسلاميين شارك في الاعتداء عليّ، بل إنهم دافعوا عني». ورأى علوش أن «ما حدث سيؤثر سلباً على قضية الموقوفين، التي تحولت من قضية محقة وإنسانية إلى قضية فوضى وفوضويين بكل معنى الكلمة».
غير أن علوش لفت إلى أن بعض النواب لم يشاركوا في الاعتصام بناءً على تحذيرات أمنية، فيما «لم يبلّغني أحد بذلك». وأشار إلى أنه «إذا كان الجو العام سيبقى بهذا الشكل، ولا يمكن تلافيه، فهذه رسالة ستكون جزءاً من الحملة الانتخابية والترهيب الذي تمارسه بعض المجموعات ضد الأكثرية في هذا البلد».
مصادر مقربة من مؤسس التيار السلفي في لبنان الشيخ داعي الإسلام الشهال أوضحت لـ«الأخبار» أن «الذين افتعلوا الإشكال معروفون بأسمائهم وتوجهاتهم السياسية، وإن كنا الآن لسنا بوارد توجيه اتهام سياسي لأحد، فنحن أبناء البلد ونعرف هذا مع من يشتغل وهذا مع من مرتبط، وذاك لمن يتبع».
وأشارت المصادر إلى أنه «كان يوجد خلل لناحية أن الجهة المنظمة ليست واحدة، ولو كنا نحن تلك الجهة لاختلف الأمر وما سادت الفوضى، لكن لجنة الأهالي رغبت أن تكون هي المنظمة حتى لا يتسيّس الموضوع، وأن يبقى في إطاره الإنساني»، لافتاً إلى أن بعض الأحزاب والتيارات التي لم تشارك «أبدت وجهات نظر أخرى محقة فيها، وهي أنه عندما لا يكون هناك جهة واحدة منظمة ومدربة، تحصل بعض الخربطات».


اعتصام أمام العسكرية

بعد 7 أيام على بدء إضرابهم عن الطعام، نُقِل إلى المستشفى 12 مسجوناً، عُرِف منهم أحمد الميقاتي ومالك نبعة وعبد القادر سنجقدار وإيهاب ديب ومحمد الزعبي ومعمر العوامي وإبراهيم سلوم وعلي حمود وفؤاد المصري وعمر العلي. وقد سمحت إدارة السجن لذويهم بزيارتهم. وعند العاشرة من صباح اليوم، ستنفّذ أمهات المسجونين الإسلاميين اعتصاماً أمام مبنى المحكمة العسكرية الدائمة.