القاهرة ــ خالد محمود رمضانمشهد عبثي عاشته القاهرة أمس يتعلّق بقضية مقتل الفنانة اللبنانية سوزان تميم، التي عُثِر عليها يوم 28 تموز الفائت مصابة بطعنة في رقبتها داخل شقتها في إمارة دبي. فقد صادرت السلطات المصرية عدد أمس من صحيفة الدستور المستقلة، متهمة إياها بعدم احترام قرار حظر نشر أي معلومات عن التحقيق في قضية مقتل تميم. وكانت الصحيفة قد نشرت مقالاً في العدد المصادر تحت عنوان «هل تورطت شخصية مصرية كبيرة في مقتل المطربة اللبنانية سوزان تميم؟»، أشارت فيه إلى أن شخصية مصرية بارزة على علاقة بأحد الأفراد اللصيقين بدوائر القرار في مصر متورطة في جريمة قتل سوزان تميم. وقال تقرير الصحيفة إن تحقيقات تجرى في القاهرة مع ضابط شرطة سابق متهم بقتل المطربة اللبنانية، وأنه أثناء التحقيق معه «أدلى باعتراف أذهل الجميع وهو أنه قد قتلها لحساب الشخصية المصرية المهمة». وسرت شائعات في الأوساط السياسية والإعلامية في القاهرة تتحدّث عن أن المشتبه فيهم بتنفيذ جريمة قتل تميم مرتبطون برجل الأعمال المصري المعروف والنائب في مجلس الشعب هشام طلعت مصطفى، وهو أحد الشركاء الأساسيين في شركة طلعت مصطفى العقارية.
وكان مصطفى الذي يرأس لجنة الإسكان في مجلس الشعب قد تراجع عن ظهوره في برنامج على قناة «دريم» للدفاع عن نفسه ودحض الشائعات التي حامت حول هروبه إلى الخارج، لكنه في المقابل ظهر أمس ضمن الفقرة الرئيسية لبرنامج «صباح الخير يا مصر» عبر شاشة التلفزيون الرسمي. ولم يشر الرجل في المقابلة إلى أي أمر يتعلّق بجريمة قتل سوزان تميم، مكتفياً بالتمني على الحكومة إصدار قانون لحماية البورصة من الشائعات وتجريم من يطلق الشائعة. فخلال اليومين الماضيين، هبطت أسعار بعض الأسهم في البورصة المصرية بشكل ملحوظ، وعلى رأسها سهم مجموعة طلعت مصطفى العقارية الذي شهد تداولاً كثيفاً وسجل انخفاضاً بنسبة تزيد على 14 في المئة. وأصدرت شركة مصطفى أمس بياناً أكد أن هشام موجود في الشركة يمارس عمله.
إبراهيم منصور، رئيس التحرير التنفيذي لصحيفة «الدستور» أكد لـ«الأخبار» أن السلطات صادرت عدد أمس من الصحيفة التي دأبت على توجيه انتقادات حادة إلى نظام حكم الرئيس المصري حسنى مبارك. وأوضح منصور أن قرار المصادرة يأتي على خلفية نشر الصحيفة في عددها المصادر تقريراً طُرِحَت فيه تساؤلات عن مدى تورط شخصية «مصرية كبيرة» في جريمة قتل سوزان تميم. وتطبع صحيفة الدستور نحو 100 ألف نسخة يومياً، وتبلغ نسبة توزيعها 95%، ما يضعها في صدارة الصحف اليومية المستقلة الصادرة في مصر.
تجدر الإشارة إلى أن رئيس تحرير صحيفة الدستور إبراهيم عيسى ينتظر نتيجة استئناف حكم صدر بحبسه على خلفية إدانته بنشر «أخبار كاذبة» حول صحة الرئيس المصري حسني مبارك، بعدما ذكر في مقال نشره في «الدستور» أن مبارك مصاب بقصور في الدورة الدموية، ما يؤدّي إلى إصابته باختلال التوازن.


توقيف المشتبه فيه بقتل تميم

أعلن القائد العام لشرطة دبي بالوكالة، اللواء خميس بن مزينة، في مؤتمر صحافي عقده أمس أن المشتبه فيه الرئيسي في قتل سوزان تميم «هو رجل عربي في التاسعة والثلاثين من عمره، وأوقِفَ في دولة عربية»، رفض تحديدها. وأضاف قائد شرطة الإمارة الخليجية في المؤتمر الصحافي أن المشتبه فيه وصل إلى دبي في الرابع والعشرين من تموز، وغادرها بعد ساعة ونصف من تنفيذ الجريمة. وبعيد المؤتمر الصحافي، نقلت قناة «العربية» الفضائية عن مصدر أمني في القاهرة أن المشتبه فيه الرئيسي قُبِض عليه في مصر بعد ثلاثة أيام من عودته إلى بلاده، وأنه نفّذ الجريمة لحساب رجل أعمال مصري معروف. إلى ذلك، نقلت صحيفة خليج تايمز في عددها الصادر أمس عن مصدر في شرطة دبي أن التحقيقات قد آلت الى مشتبهين اثنين يحملان الجنسية المصرية، وأنهما غادرا دبي بعيد تنفيذ الجريمة بعدما أقاما يومين فقط في الإمارة.
(أ ف ب)