جمال فاخوريكلّما حان وقت «البرونزات» كما يُسمّى بلغة البحارة، وفي مثل هذا الوقت ما بين تموز وآب، تشتدّ الرياح اللطيفة ليستوي البطيخ كما يقول الناس، وحينها يقذف البحر بالأطنان كل النفايات على الشاطئ الممتد من الناقورة حتى كورنيش دولة الرئيس بري على شاطئ صور، وحينها نتهم مدينة صيدا تارة وتارة أخرى مخيم الرشيدية بالمسؤولية بأن أحدهما يرمي مكباته في البحر، فتأنف الجموع عن السباحة وتبتعد ما أمكنها ذلك عن مجابهة الأمواج المنعشة. والمؤكد المؤكد أن لا صيدا ولا الرشيدية بل الكيان الغاصب هو مَن يرمي الزبالة والنفايات. ومَن لا يصدق فليأتِ لنظهر له الحقيقة، حيث إن جميع الأكياس الصغيرة والكبيرة ومختلف أنواع الكرتون وأكياس النايلون التي تبتلعها السلاحف فتنفق مكتوب عليها بالعبرية.
لذلك نناشد «غرين بيس» أو جمعية حقوق الإنسان أو مَن له صلة بذلك، لوضع الحد وإقامة السد لهؤلاء الفاشيين (أميركا وإسرائيل واحد) الذين أقاموا الصلاة على أرواح الأسماك عندما ضربوا القنبلة الهيدروجينية في المحيط الهادئ ولم يقيموا الصلاة عندما ضربوا هيروشيما وناكازاكي بالقنبلة الذرية، علماً بأنني أذكر منذ طفولتي أن لا نفايات في المياه قبل عام 1948...