قدّمت دفعة جديدة من طلاب كلية الهندسة ـــــ الفرع الثالث في الجامعة اللبنانية، مشاريع التخرّج للعام الدراسي 2008/2007. تعكس المشاريع قدراتٍ تستحق المتابعة، رغم ضعف الإمكانات. طاقات يمتلكها طلاب تبدو على وجوههم فرحة التخرج، ممزوجةً بتوتر يُنتظر جلاؤه في جواز السفر
محمد محسن
يقوم مشروع «بيزو»، أو الكاميرا المتحرّكة على إعداد كاميرا موصولة بحاسوب ومحمولة على مولدين صغيرين.
وقد توزّع محمد علي فرّوخ ورفاقه ساري اللقيس، حسين كريم وحسام حطيط على مجموعتين، لتنفيذ المشروع الذي استغرق تحضيره أربعة أشهر. تنقسم حالات العمل في الكاميرا إلى ثلاث: الأولى يدوية تسمح للمراقب من وراء الحاسوب بتوجيهها كيفما أراد عبر حاسوبه، وهنا يؤكد أصحاب المشروع أنّه يمكن تحريكها في جميع الاتجاهات. أما الحالة الثانية فهي ثابتة، لكن تتحرك مع أي جسم يتحرك أمام البقعة التي تراقبها، فترسم مربعاً أحمر يظهر عند المراقب تلقائياً. وتمثّل حالة العمل الثالثة تقدّماً تقنياً، لجهة تحرّك الكاميرا أوتوماتيكياً وامتلاكها قدرةً على متابعة الجسم وإبقائه في وسط صورة المراقبة، وتسجيل حركتّه بدقة.
يقول محمد إنّ المراحل الأولى من العمل كانت تستغرق خمس ساعات يومياً، فيما استوجبت المراحل المتقدّمة سهرات طويلة تنتهي عند الفجر. وفيما اقتصرت المساعدة التي قدّمتها الكلية على استخدام المختبر، تكفّل المشرف على المشروع، الدكتور يوسف بزي بالتكلفة التي لم تتجاوز خمسمئة دولار، لذا سمّى الطلاب مشروعهم «بيزو».
يتحدّث الطلاب عن الكاميرا التي تستطيع تحديد عدد الأجسام المتحركة، وهي قادرة على التواصل مع أجهزة لاسلكية متباعدة جغرافياً. يذكر أنّّ هناك اتجاهاً نحو تطوير الكاميرا، لتصبح قادرةً على تحديد طبيعة الجسم المتحرّك، أي إذا كان سيارةً أو إنساناً أو حيواناً. يسعى الطلاب من خلال مشروعهم إلى «إلغاء الأسلاك من المعادلة والاعتماد فقط على اللاسلكي».
أما مشروع طالب حيدر وعلي زريق، فهو عبارة عن دراسة لتقنية «wimax»، وإمكان تطبيقها في مدينة بيروت. يشرح طالب أهميّة المشروع المرتبط بالهاتف والإنترنت، فيقول إنّ هذه التقنية تمثّل تقدّماً في تسريع إرسال المعلومات واستقبالها، بجودةٍ أفضل من تقنية الـ«DSL» المعتمدة حالياً في لبنان. كذلك تغطّي هذه التقنية مساحات أوسع بكثير من تلك المشمولة بالتغطية في هذه الفترة، لكونها تحافظ على إرسال الهاتف النقّال في ظروف الحركة السريعة.
استعان الطالبان بمختبر الجامعة الأميركية في بيروت، نتيجة عدم توافر هذه الخدمة في مختبر كليّة الهندسة في الجامعة اللبنانية، وتواصلاً مع الهيئة الناظمة للاتصالات من أجل بعض الاستشارات العلمية. ويقول طالب إن الهيئة أخذت نسخةً من المشروع للاستفادة منه في مشاريع مستقبلية.
تحول التكاليف العالية دون خروج المشروع إلى حيّز التنفيذ، «فعمود إرسالٍ واحد يكلّف ثمانين ألف دولار»، لذا اقتصرت التكلفة على ألف دولار كانت ثمناً لطباعة الدراسة في كتاب.
ورغم العلامات المرتفعة نسبياً، عبّر جزء من الطلّاب عن اعتراضهم الضمني، على تقويم اللجنة وعلاماتها. رفضوا ذكر أسمائهم «لكن مجهودنا بيستاهل أكثر من هذه العلامات».
وتنوّعت مشاريع التخرّج بين مجسمات وأعمال مصنوعة يدوياً، ودراساتٍ مطوّلة أُعدت لإنجاز مشاريع ضخمة، تناولت قطاعات الاتصالات والكهرباء والميكانيك. فقدّم بعض الطلاب مشاريع لإيصال المعلومات عبر شبكة الكهرباء، وقياس درجة «نعس» الإنسان لإنذار سائقي المركبات الآلية لمسافاتٍ طويلة، وتوليد الكهرباء من الرياح.


مطار نيجيريا

أعدّ طارق صفوان وإيمان معتوق دراسة عن إنشاء نظام مولدات كهربائية «Stand By Power System» لمطار نيجيريا. فاز المشروع في إحدى المناقصات، وتعمل إيمان الآن في الشركة التي أخذت المشروع على عاتقها. يتيح البرنامج التحكم يدوياً أو أوتوماتيكياً لغاية عشرة مولدات كهربائية، كما أنّه يحتوي على نظام مراقبة يسمح بمتابعة حالة المولدّات التي تعمل بأدّق تفاصيلها كحجم التردّد والتوتّر ونسبة الزيت. أما التكاليف، فاقتصرت على التقارير التي أعدّت لعرض المشروع