strong>وقع سائقا سيارتَي أجرة ضحيتي عملية سلب وخطف، استدرجا فيها من بيروت إلى البقاع. المشتبه فيهم معروفون، لكن القوى الأمنية لم تتمكّن من القبض عليهم. هي عيّنة من 1113 سرقة وسلب لسيارات حصلت منذ بداية العام
اتصل ميشال فجراً بالرقم 112 من هاتفه، ليبلغ أن مجهولَين هدّداه وسرقا سيارته الرباعية الدفع في منطقة المطيلب (المتن). بعد نحو نصف ساعة، وصل ميشال إلى مخفر أنطلياس. كانت علامات السكر بادية عليه. انتقل معه رتيب التحقيق إلى «مسرح الجريمة»، فوجدا السيارة مركونة في الموقف المخصص لها. ميشال تخيّل، من شدة السّكر، أن مسلَّحَين سلباه سيارته بقوة السلاح، فما كان من رجال الأمن إلا أن حرروا بحقه مخالفة سكر ظاهر.
ليست كل حوادث السرقة متخيلة. فعدد السيارات المسروقة وصل هذا العام إلى رقم قياسي، مسجّلاً معدلاً يومياً بلغ 4.99. لكن يوم 8 آب 2008، شهد رقماً قياسياً إضافياً، عندما سجّلت القوى الأمنية، وفضلاً عن العملية التي تخيّلها ميشال، سرقة 15 سيارة، بعضها بقوة السلاح، إضافة إلى سرقة دراجة نارية واحدة.
والحادثة الأبرز التي سُجِّلَت في اليوم المذكور هي عملية السلب المزدوجة التي وقع ضحيتها اثنان من السائقين الموظفين في إحدى شركات التاكسي. الياس يقود سيارة مرسديس. طلب منه شخص مجهول إيصاله من بيروت إلى البقاع. كانت الرحلة عادية جداً، ولم يبدر من الزبون ما يثير الريبة حتى وصولهما إلى مفرق بلدة يونين في البقاع الشمالي. هناك، طلب الزبون من الياس التوقف جانباً لإصعاد شقيقه الذي كان يسير خلفهما، مستقلاً سيارة مرسيدس لون أبيض. نفّذ السائق ما طُلِب منه، فترجل من السيارة التي كانت في الخلف أربعة مسلحين، يحمل كل منهم مسدساً حربياً قال الياس إنها من عيار 14 ملم. أجبروه على الترجل من السيارة، وصعد بها مسلحان وفرّا بها. أما هو، فخطفوه بالسيارة الثانية واقتادوه إلى منزل مهجور في أول بلدة نبحا. أبقي الياس في المنزل مدة 5 ساعات، قبل أن يحضر المسلحون ليهددوه ويطلق أحدهم طلقين ناريين فوق رأسه. وبعدما تيقّنوا من الرعب الذي زرعوه في قلبه، أجبروه على الاتصال بزميله في العمل طوني أ. من هاتفه الخلوي الخاص، والطلب منه الحضور إلى بلدة القاع لنقل ركاب إلى أحد أفخر فنادق العاصمة بيروت.
طوني لم يتأخر. توجه من بيروت إلى القاع، مستقلاً سيارة مرسيدس أيضاً. وعند التاسعة مساءً، كان قد وصل إلى مفرق بلدة يونين أيضاً. هناك، شاهد سيارة زميله الياس، فتوقف ليفاجأ بترجل أربعة مسلحين منها. المسلحون خطفوا طوني أيضاً، ونقلوه إلى منطقة جبلية يجهلها. هناك، أجبروه على استخدام هاتفه الخلوي، ولكن ليس بزميل له. كانوا يحتاجون إلى المال النقدي بعدما اكتفوا على ما يبدو بسلب سيارتين. طلبوا من طوني الاتصال بذويه، ليخبرهم بأنه صدم شخصاً على طريق بعلبك ـــ حمص، وأنه بحاجة إلى مبلغ 3 آلاف دولار أميركي. لم ينجح الاتصال، فأخلي سبيل السائقين بعد سلبهما كل ما يحملانه، باستثناء ثيابهما.
قوى الأمن الداخلي تمكنت من تحديد المشتبه فيهم، وهم: ي. أ.، ح. م.، ع. أ. وب. أ.. والأربعة مطلوبون للقضاء بجرائم مختلفة. وبعد دهم المنزل الذي احتجز فيه الياس، دهمت قوة من الجيش أماكن عدة في جرود بلدة نبحا، حيث عثرت على سيارتي الياس وطوني. إلا أن أياً من المشتبه فيهم لم يوقَف.
بعد ذلك، أحيلت القضية على مكتب مكافحة جرائم السرقات الدولية في قسم المباحث الجنائية الخاصة في وحدة الشرطة القضائية. والمكتب المذكور، يتولى التحقيق في كل جرائم سرقة السيارات التي تحصل على الأراضي اللبنانية، والتي بلغ عددها نحو 1113 سرقة حتى صباح أمس. تجدر الإشارة إلى أن المكتب المذكور يضم في صفوفه أقل من 60 ضابطاً ورتيباً ومجنّداً، وُضِعَت في تصرفهم 9 سيارات (منها 4 معطّلة حالياً) لاستخدامها بالتحقيق في كل جرائم السرقات التي تحصل على مساحة الوطن.
(الأخبار)