إبراهيم حمزةحين يصير الناس محْض ظلالٍ للزعماء ينكسر المشهد في المرآة على رأسين: رأس في السحاب ورأس على التراب. يا وطني، متى نواليك؟ متى نتوحّدُ فيك؟ متى ندرك أنّ العدل أساس الملك وأنّ كثيراً من الزعماء هم تجّار أو فُجّار وأنّ النائب يعشق فينا أن نقترع، أن نلتزم باللائحة، أن نبقى أبداً في الصندوق كما المارد في مصباح علاء الدين، يخرجنا في السنوات الأربع مرّة، والقول يقين. يلهينا الزعماء يا وطني بالإسمنت، بالإسفلت، بحيطان الدعم، وبكلّ وقاحتهم حين يفتتحون الطرق. يلهينا الزعماء.. بوظيفة نأخذها عربون ولاء، ويصير الوطن محاصصةً للحكّام وللأزلام، ويصير الوطن كروماً تقطعها أيدي الكرّام ويصير كالغابة شرع يصنعه الظُلاّم، ويصير الناس كنعاج يفتك فيها راعيها، والوطن المسلوب سفينة يغرق كلّ من فيها.