رغم العطلة الصيفية، لم تغب هموم الجامعة اللبنانية عن بال طلابها، فأقامت «نحو المواطنية» حواراً بين الطلاب لطرح مشاكلهم
قاسم سهيل قاسم
يتحدث محمد، الطالب في معهد العلوم الاجتماعية ـــــ الفرع الأول، بحسرة عن مبنى كليته ذات التجهيزات الضعيفة، فيقول: «عدد الكراسي غير كافٍ داخل الصف، ونجلس على الأرض». ويضيف محمد أنه في فصل الشتاء تدخل الأمطار إلى القاعات. ويشكو محمد نقص الأساتذة في بعض المواد خلال دوام بعد الظهر، وافتقار الجامعة إلى مقهى يضم التلاميذ في أوقات الفراغ. حديث محمد جاء خلال حوار أقامته جمعية «نحو المواطنية» لطلاب الجامعة اللبنانية في أحد مقاهي الضاحية الجنوبية. استحضر الطلاب المشاكل التي تعانيها كلياتهم، وتركوا انتماءاتهم السياسية لوقت قصير لينصرف كل منهم إلى الحديث عن تجربته ومعاناته.
أما بلال، الطالب في كلية الإعلام والتوثيق ـــــ الفرع الأول، فيتطلب اختصاصه منه التعامل مع الكاميرا. «المرة الأولى التي رأيت فيها كاميرا كانت في السنة الثالثة ومُنعنا من لمسها»، يقول ساخراً. ويرى بلال أنّ مشكلة الفساد مستشرية في الجامعة اللبنانية بفروعها وكلياتها، وعدم إدراك الطالب لحقوقه والمطالبة بها يؤخر من تقدمها.
«يتطلب تسجيل الدخول في الجامعة اللبنانية نهاراً كاملاً بينما أصبح بإمكان الطالب تسجيل انتسابه إلى الجامعات الخاصة عبر الإنترنت». عبارة اختصر بها هاني، المتخرج من كلية الحقوق، نقص المكننة في الجامعة اللبنانية كلها. ويضيف مؤكداً أن الكلية التي يدرس فيها ما زالت تعتمد النظريات القديمة في العلوم السياسية، بينما هناك نظريات جديدة لا تدرس بالشكل المطلوب.
من جهته، كان جمال من الطلاب الأوائل الذين افتتحوا المدينة الجامعية في الحدث. انتقل طالب المسرح في معهد الفنون من الروشة إلى الحدث، وكان يأمل وجود التجهيزات الكافية. «كانت صدمة الولادة» عندما رأى مسرح معهده الصغير، فاضطر هو وصديقه إلى تركيب المسرح الذي كان موجوداً في الروشة. وفي ما يتعلق بطلاب الفرع الثاني، لم يشعر بعضهم بوجودهم في الجامعة نفسها بعد الاستماع إلى زملائهم في الفروع الأولى. فديان، الطالبة في معهد الفنون ـــــ الفرع الثاني تفتخر بأنها وزملاءها اعتصموا لمدة أسبوعين في الجامعة، وعبّروا عن رأيهم من طريق الرقص والغناء في حرمها، ما دفع الإدارة إلى تلبية مطالبهم. أما طالب الفيزياء، هشام، فيشكو عدم تطور المختبرات في الجامعة وضعف همة الطلاب بالمطالبة بحقوقهم.
بعد طرح المشاكل في الجامعة اللبنانية بمختلف فروعها، دخلت السياسة، فنسي الطلاب مطالبهم، وتحوّل النقاش إلى مدى سيطرة أحزاب اللون الواحد في مختلف الكليات.
وقد طرحت في ختام الحوار جملة حلول لتطوير مستوى الجامعة اللبنانية، منها تفعيل التفتيش المركزي لمحاسبة الأساتذة، اعتماد «استراتيجية إصلاح النظام التربوي» الذي ينتظر توقيع رئيس الحكومة، وإعادة تأهيل مناهج التعليم الجامعي مع الكادر التعليمي. وتألفت لجنة من عدد من الطلاب المتطوعين للبحث عن آلية عمل لوضع خطة طويلة الأمد لتصحيح السياسة التربوية في الجامعة.