هيثم خزعليولد الطفل وقدرته على المص بمهارة أهم ما يمتاز به، فهي تعينه على الحياة، أولاً لتناول الحليب من ثدي أمه. ومنهم من يقوم بذلك بقوة وبسرعة، فيما آخرون يتناولون حليب الأم بمهل وفتور، ولذلك نرى بعضهم يبدأون بمص الأصابع في الأيام الأولى بعد الولادة، والبعض الآخر لا يفعلون ذلك. يخشى بعض الأهل تأصّل هذه العادة لدى الرضيع، فيقدمون على استعمال ما يسمى «السكاتة» يضعونها في فمه لإشباع غريزة المص عنده، معتقدين أنه من السهل على الطفل أن يتخلى عن هذه الآلة البلاستيكية، فيما يصعب عليه التخلي عن عادة مص الإبهام، والحقيقة أنه ليس هناك فرق كبير، بل إن استعمال الرضيع لـ«الحلمة» أو «السكاتة» البلاستيكية قد يعرّضه للكثير من النزلات المعوية؛ وقد تبيّن أيضاً أن استعمال هذه الآلة البلاستيكية يؤدي إلى تكبير الشفة العلية للطفل، ويؤدي أيضاً إلى بعض تشوّهات في الأسنان الأمامية للأطفال.
يقول الطبيب علي العريبي إن أسنان الطفل قد تتأثر وتتشوه نتيجة امتصاص الطفل إبهامه إذا استمرت هذه العادة فترة طويلة. ويضيف أن الحل الأمثل لجعل الطفل يقلع عن هذه العادة يتمثل في أن تترك الأم طفلها يتناول الحليب من ثديها لفترة أطول، وذلك حتى يشبع حاجته للمص لإشباع هذه الغريزة، ويذكّر بأن الطفل يعبر يشعر بالجوع عند حاجته للأكل، كما يشعر بحاجته إلى المص كي يشبع هذه الغريزة، ومن الملاحظ أن كثيراً من الأطفال يشبعون حاجتهم من الجوع بسرعة قبل أن يشبعوا حاجتهم للمص، لذلك يجب ترك الطفل بعض الوقت لإشباع حاجته من مص الثدي حتى لا يلجأ إلى مص إصبعه. أما إذا كان الرضيع لا يتناول الحليب من ثدي أمه، فيجدر اختيار زجاجة رضاعة لا يكون ثقبها واسعاً، حتى يشبع الطفل حاجته للمص مع إشباع حاجته للأكل.
أما إذا استمرالطفل بمص إصبعه بعد إتمام السنة الأولى من عمره، فيجب أن تحاول الأم أن تشغله بشيء آخر يعتمد فيه على يده أو كلتا يديه، أو أن تحضر قليلاً من الأطباق التي يحبها لإعطائه إياه فينشغل عن المص. أما في حال تعنيف الطفل لنهيه، فيتملكه العناد ويقبل على مص الإصبع بعنف وتتملكه رغبة جامحة بذلك كي يثبت وجوده.