الفيلم: درس في البيانو (1993) المخرجة: النيوزيلاندية جاين كامبيون
بطولة: هولي هانتر، سام نيل
الأم العزباء تطرد من «الجنة الإنكليزية» في القرن التاسع عشر، آدا صبية أنجبت طفلة من حبيبها أستاذ دروس البيانو الذي مات قبل أن يتزوج بها. مع غياب الحبيب، صار من المفترض إيجاد زوج لآدا، وذلك عن طريق إعلان في صحيفة. «الزوج الموعود» رجل من إحدى المستعمرات البريطانية، يستدعي «عروسه» إليه في بلاده البعيدة، ولا تحمل الأخيرة معها سوى ابنتها وآلة البيانو. لكن الزوج الجديد يرفض أن تحتفظ آدا بالبيانو، بل يستخدمه لـ«ابتزازها»، قد يعيده لها إن أشبعت رغباته. المهم أن الطفلة في هذا الفيلم هي لسان حال والدتها، تعبر عما تعجز الأم عن البوح به. قبل السفر تعلن أنها ستكره زوج الوالدة، تقول «لن أناديه أبي، لن أنظر إلى وجهه»، وحين يحاول الزوج التقرب من زوجته يجد الصغيرة في سريره تتمسك بالأم مانعة إياه بالتالي من إقامة علاقة لا تريدها والدتها. العلاقة القوية التي نسجتها الطفلة مع أمها تعود بشكل رئيسي إلى غياب الأب، ورغم أن ثمة رجلاً يدخل إلى حياة هذا الثنائي، فإنه لا ينجح في كسر تعلق الأنثيين بعضهما ببعض.
في مشهد على الشاطئ، نكتشف متانة هذه العلاقة، تنسل آدا وابنتها وأحد العاملين مع زوجها سراً من البيت، يذهبون إلى الشاطئ حيث تُرك البيانو، هناك تعزف آدا مقطوعتها وترقص الطفلة، وتراقب الرجل الذي سيصير عشيق الأم، ترقص إعلاناً لقبولها بهذه العلاقة.
المهم في الفيلم أننا سنشهد كيف تتغير امرأة، كيف تنقلب من «أم فقط» إلى عشيقة ترهقها الأمومة.