فايز فارسسجل أنا راحل بعد ستة وستين عاماً، وفي حقيبتي خمسون ألف قصيدة كتبت معظمها وتركت للثوّار كتابة البقية منها.
قصائدي كتبتها بقلم مشدود إلى الخوف الذي لفّني في طفولتي، والقلق الذي انتابني في مراهقتي، والشجاعة التي لازمتني في شبابي، والحب الذي غمرني به أهلي وخلاّني، والأمل الذي خلته رفيقي، والشيخوخة التي نهشت قلبي فأدركتني باكراً حتى أترك للآخرين كلاماً يكتبونه.
لكنها لم تدر يوماً أن كل قطرة من دم الشهداء هي القصيدة والهواء العليل والمياه النقية وجمر القضيّة.