حسن عماشابات مصطلح «الاستراتيجية الدفاعية»، من عدة الخطاب السياسي اللبناني.
بداية نعتذر من السادة: فريدريك راتزل 1844ـــ1904، وكارل هوسهوفر 1869ـــ1946. وهالفرد ما كيندر 1861ـــ1946، وكل من أتى بعدهم من: جياب، وماو تسيتونغ، وبدون تحفظ، السيد حسن نصر الله. فمن هؤلاء جميعاً وغيرهم ممن وضعوا الأسس النظرية الاستراتيجية للدولة، (أي دولة). أو جسدوا القواعد العلمية لها. لأن البحث هنا لا يتطاول على المضامين العلمية لمصطلح «الاستراتيجية». بل هي محاولة تظهير مدلول «الاستراتيجية الدفاعية» في الوعي السياسي اللبناني.
أطلق السيد حسن نصر الله هذا العنوان بمواجهة الدعوات إلى سحب سلاح المقاومة، ومن ثم تقديمه تصوراً متكاملاً له على طاولة «الحوار الوطني»، قبل أن يجسده في مواجهة عدوان تموز / آب عام 2006.
ليست المرة الأولى التي تفرغ فيها المصطلحات العلمية من مضامينها
ومدلولاتها. وخصوصاً ما يتعلق منها بالشأنين السياسيي والاجتماعي. بل يمكننا القول إنّ كل مصطلح في لبننته، تلغى كل مضامينه لتحل محلها مفاهيم متناقضة ليس مع الأصل فحسب.
بل في كل تشكيل سياسي اجتماعي، هي غيرها. من هنا فإن مدلول مصطلح «الاستراتيجية الدفاعية» لدى فريق «الثامن من آذار»، على العموم، هو انتزاع إقرار بمشروعية سلاح المقاومة، ولو لحين، لأن في هذا الفريق نفسه تفاوتاً في الرؤية لمستقبل السلاح وحدود دوره.
أما الفريق المناوئ، «الرابع عشر من آذار»، فيرى في المصطلح تعليباً للسلاح بعد العجز عن نزعه، وتعطيلاً لدوره، مطلقاً جملة من الشعارات هي بدورها «مصطلحات» يحتاج كل منها إلى بحث منفصل.
وأخيراً إن كل بحث أكاديمي أو حتى حرفي عن «الاستراتيجية الدفاعية»، هو بحث عقيم إن كان حاصله يرمى في ملعب السلطة في لبنان، ما دام الوعي السائد في لبنان لا تحكمه قواعد علم الاجتماع أو التاريخ والجغرافيا. وما دام المصالح في لبنان تحكمها العصبيات والأمزجة وعـلاقات إنتاج ما قبل الدولة.