لم يحصل الفلسطينيون حتى اليوم على دولتهم المستقلة، فارتأى شبابها بانتظار تحقيق حلمهم أن يؤسسوا جمهوريتهم الإلكترونية في إحدى مجموعات «فايسبوك». «جمهورية فلسطين الإلكترونية» هو اسم المجموعة التي تجاوز عدد أعضائها ألفين وخمسمئة عضو، تعمل على تعريف العالم إلى فلسطين وعلى تذكير العرب بأن هناك في جوارهم القريب أرضاً عربية محتلّة تدعى فلسطين. وكما هي الحال في الداخل الفلسطيني، كذلك هو الوضع في المجموعة، إذ إن أغلب أعضائها من حركة «فتح» ومعظم نقاشاتهم تتهجّم على حركة حماس وسيطرتها على قطاع غزة. «على حماس طلب الاعتذار من روح الشهيد أبو عمار»، أثار موضوع النقاش هذا سلسلة اتهامات متبادلة بين مناصري «حماس» و«فتح»، وخصوصاً عندما رأى الفتحاويون أن حماس خانت ذكرى أبو عمار وتنكّرت لتاريخه في النضال من أجل تحرير فلسطين.وفيما احتدم النقاش بين الطرفين، حاول بعض الأعضاء إرساء تهدئة في المجموعة تحت شعار «فلسطين أكبر منّا كلنا» لمصالحة المتخاصمين، ولكن دون جدوى. وتفادياً للمزيد من المشاكل، «أو عكس صورة غير حقيقية عن الشعب الفلسطيني»، قام المشرف بإغلاق لوحة النقاشات «حتى تهدأ النفوس». إلا أن وفاة الشاعر الفلسطيني محمود درويش أسهمت في ترطيب الأجواء، إذ اتفق الجميع على أن «وفاته خسارة لفلسطين بكل أحزابها». وتدعو المجموعة إلى نشاط في 15 أيار من العام المقبل لزحف اللاجئين نحو فلسطين، تحت شعار «لن أبقى لاجئاً، سأعود»، وتعمل على جمع أكبر عدد ممكن من الأشخاص للوصول إلى فلسطين. «يبدو الحلم مستحيلاً، ولكن إن كنّا مليوناً أو اثنين أو أكثر، سنستطيع الوصول إلى أرضنا ولن يمنعنا أحد»، يقول أحد الأعضاء.
كذلك تتضمّن المجموعة وصلات إلى مجموعات أخرى تحاول إثبات عروبة فلسطين، ودحض ادّعاءات الإسرائيليين بحقهم في الأرض.