البقاع ــ رامح حميـةعند مدخل بلدة بوداي البقاعية، يرتفع اليوم على جانبَيْ الطريق برجان يصل بينهما ممرّ للمشاة بطول 7 أمتار وعرض أكثر من مترين، مؤلفين بوابة الدخول إلى البلدة التي صدّت محاولة الإنزال الإسرائيلي بعد أربعة أيام من انتهاء حرب تموز قبل عامين.
يبدو البرجان، اللذان يرتفعان نحو عشرة أمتار، أشبه بقلعة تجسّد صمود الأهالي والمقاومة بوجه العدو الإسرائيلي. هي «منارة تموز»، مشروع متواضع أراده المجلس البلدي في بوداي عربون وفاء للمقاومة، ومنارة تضيء طريق الأجيال القادمة، وتروي حكاية شعب صمد بوجه آلة حرب عسكرية طوال ثلاثة وثلاثين يوماً، وأفشل عملية إنزال كبدت أقوى فرق الكوماندوس الإسرائيلي خسائر فادحة، حيث قتل قائدها وأحد مساعديه وجُرح آخرون.
يقول رئيس بلدية بوداي، محمد شمص إن منارة تموز عبارة عن «قوس نصر يرمز إلى انتصار المقاومة في حرب تموز وإفشال الإنزال الذي قامت به إحدى أشهر فرق الكوماندوس الإسرائيلي منذ عامين، وقد أردنا من خلال هذا العمل أن نترك أثراً يبقى للأجيال القادمة في البلدة والمنطقة». ويوضح أن «العمل بالمشروع بدأ بعد انتهاء الحرب وبكلفة وصلت إلى 45 ألف دولار، وقد سارعنا في إنجازه ليترافق مع الذكرى السنوية الثانية لحرب تموز والإنزال الفاشل». ويضيف: «حتى لا تُنسى الإنجازات، وحفاظاً على دماء الشهداء، كانت منارة تموز، وعلى الرغم من تواضع العمل، سعينا إلى الإبقاء على فكرة الانتصار في ذاكرة الأجيال، لرمزية هذا النصر الكبير. مشدّداً على دور المنطقة الكبير في العمل المقاوم «وستبقى كذلك مع أجيالنا القادمة من أجل عزة وكرامة الوطن». أهالي بوداي أثنوا على العمل وجهود البلدية، مشيرين إلى أن «الانتصار التاريخي يحتذى به، ولا بد من عمل يرمز إلى ذلك، وفاءً من أهالي بوداي إلى كلّ المقاومين والشهداء الذين بذلوا ويبذلون حياتهم من أجل عزة وكرامة كل لبناني وعربي».
يذكر أن إنزال بوداي جاء بعد أربعة أيام من وقف العمليات العسكرية وصدور القرار 1701، عندما هبطت فرقة «سييرت متكال» الإسرائيلية من جرود السلسلة الغربية إلى سهول بوداي، ما دفع العدو إلى الاستنجاد بالطائرات الحربية والمروحية في معركة استمرّت أكثر من ثلاثة أرباع الساعة، استطاعت بعدها الفرقة سحب أفرادها.