باريس ـــ جلنار واكيمالجنس والحب، مواضيع حساسة يصعب الكلام عنها مع الأولاد والمراهقين، وفي المجتمعات المحافظة كالمجتمع العربي، الكلام عن الحب والجنس من الممنوعات عادة. في المجتمعات الأكثر تحرراً، تحتد النقاشات المتعلقة بالتربية الجنسية للأطفال والمراهقين. ومن الأسئلة التي تُطرح: لماذا نتكلّم عن الحب والجنس مع الأولاد؟ هل يمكن للأهل أن يقوموا بهذه المهمة؟ أم إنها مسؤولية المختصين والتربويين؟ هل الكلام عن الجنس مع الأولاد مسألة إباحية أم ضرورة علمية؟ وغالباً ما يجد الآباء والأمهات أنفسهم في مواجهة «أسئلة محرجة».
نشهد في عدد من الدول حملات ودراسات، يشارك في إعدادها تربويون وأطباء وكتّاب وعلماء اجتماع ومتخصصون في علم النفس، ففي باريس أثمرت هذه الجهود نشر كتب مختصة للأطفال والمراهقين. وقد يتوّج هذا المجهود بتنظيم معرض عن «العضو التناسلي والحب والجنس»، تستضيفه مدينة العلوم والصناعة في باريس، ويستمر حتى آخر شهر كانون الثاني المقبل.
تقول مود غوي (الباحثة في مجال تعليم الجنس للأطفال) إن الأولاد والمراهقين يعيشون فضولاً جنسياً كبيراً، «المشكلة تكمن في أنهم لا يملكون أية خبرة في الحب الجسدي، أي ربط الحب بالعلاقة الجسدية». الحديث عن الجنس والحب مع الأطفال يهدف إذاً إلى تصحيح التشوّهات التي تسببها الوسائل غير العلمية والتجارية، وتروّج لمفهوم «بورنوغرافي»، وتلفت دراسات صدرت في أوروبا والولايات المتحدة إلى أن نسبة الأولاد يشاهدون أفلاماً إباحية قبل بلوغ الحادية عشرة من العمر. وغالباً ما تكون الاعتداءات الجنسية وليدة لهذا اللغط، فالولد يكرّر ما يراه في هذه الأفلام. ويتلقى الأولاد تربيتهم الجنسية من الإنترنت، ويبحثون عن أجوبة لأسئلتهم في هذه الشبكة.
يلفت الباحث في علم النفس فيليب برونو إلى أن الكلام عن الجنس يبدأ قبيل بلوغ الأولاد سن المراهقة، «لذا من الضروري أن يتلقى الولد والفتاة الرسائل الصحيحة قبل أن يبلغا سن المراهقة».
يمثّل المعرض الباريسي نموذجاً لكيفية تعريف الصغار بالحب والجنس، وللكلام معهم عن المشاعر الجميلة، ومساعدة الصغير على التعرف على جسده؟
«تيتوف» الشخصية الكرتونية المحببة هو المرشد في المعرض، ومن المعروضات كتاب «الدليل الجنسي للعضو التناسلي» الصادر عام 2001، وفيه إجابات علمية وطريفة عن أسئلة الصغار.
من خلال الألعاب والمنحوتات والورش، يتعرّف الزائر الصغير للمعرض إلى إجابات العلاقة الجنسية، وأسئلة أخرى منها «ماذا يعني الحب وأن يكون المرء مغرماً؟ كيف يفسر ذلك في عقله أم في جسمه؟ ما هي أنواع القبلات؟ لماذا يعرق الجسم؟ لماذا لدى الفتاة ثدي أكبر من الآخر؟


مجسمات تعليمية

بعض المجسمات تفسّر التغيرات التي يعيشها جسم المراهق أو المراهقة، وفي «مطربون في الحمام» يكتشف المراهق لماذا يتغير صوته. وفي جناح الصف المدرسي ألعاب تعليمية عن الحياة الجنسية

تحضيراً لسن الرشد

خصص المعرض قسماً للكلام عن مخاطر حياة الأطفال في الشارع، كالتحرش الجنسي، والأمراض الجنسية المعدية مثل الأيدز. وفي برنامج المعرض 40 ورشة، للتحضير لحياة الراشدين