الفيلم: «حليب الرقة الإنسانية» (فرنسا ـــ 2001)إخراج: دومينيك كابريرا
بطولة: باتريك برويل، ماريلين كانتو
«ولادتي مثّلت بالنسبة إلى أمي أجمل لحظة في حياتها» تردد كرستيل التي تضع مولودة أنثى لتنضمّ إلى شقيقيها. لكن هذه الجملة، التي بدت كريستيل وكأنها ترددها كالتلميذ المجتهد، ستكون المفتاح الذي نفهم من خلاله الاضطراب والكآبة اللذين تغرق فيهما الأم.
تهرب كريستيل فجأة من منزلها بعد ولادة الصغير، ويروح زوجها يبحث عنها دون أن يفهم سبب كآبتها، والعاطفة «المشبوهة» تجاه ابنتها.
إنه الشعور بالعجز، الخوف الذي سيطر على كريستيل من ألا تكون على مستوى «الحدث» كما كانت والدتها، هذا الخوف دفعها نحو الكآبة والهروب، والخوف من المسؤوليات التي تُلقى على عاتق الأم، وهي مع الصبيين لم تشعر بأنها غير قادرة على تحملها، ولكنها عندما أنجبت البنت استرجعت صورة أمها المثالية وشعرت، في لاوعيها بالطبع، بأنها غير قادرة على القيام بالمهمة، أو غير جديرة بها.
يسلط الفيلم الضوء على شكل معين من العلاقة بين الأم ورضيعتها، على الصور المتوارثة عن دور الأم وواجباتها ومسؤولياتها، ويناقش بعمق هذه الأفكار.