روز زيادهماذا فعلتنَّ يا أعضاء لجنة متابعة قضايا المرأة على مدى عشر سنوات، غير تحفيزها على التقدم من مناصب صنع القرار، وغير المطالبة بتنفيذ معاهدة مناهضة العنف ضدها؟
هل تردنَ كل نساء لبنان زعيمات؟ هناك المرأة المحدودة الثقافة، والمتقدمة بالسن. المرأة التي عملت طوال حياتها، ولكنها لم تكسب سوى القليل، والتي تُرفض من عملها لغايات شتى عند أصحاب العمل. مثل هؤلاء النساء، ماذا فعلتنَّ لهن؟
هل هنَّ على جدول من جداول أعمال لجنتكنّ؟ هل تأخذن بالحسبان المرأة الشابة حاملة الشهادة الجامعية، وشبابها الغض ومعرفتها بالتكنولوجيا على أنها المنافس الأول للمرأة ذات الخبرة التي لم تعد تهم أي مؤسسة في لبنان؟
إلى متى ننتظر لنرفع الغبن عن جميع النساء اللواتي تنطبق حالاتهنّ على تلك التي ذكرت. كثيرات من هنَّ بحاجة إلى تعويض أيام التعطيل عن العمل، وأخريات لضمان الشيخوخة. وكذلك من يفتشنَّ عن عمل لا يجدنه بسبب تعنت أصحاب المؤسسات وتمسكهم بتوظيف الشباب. في المجتمع كارثة تقع على رأس المرأة غير المتزوجة وقد فقدت مورد رزقها. من جهة لأنها لا تجد عملاً رغم ما عندها من الخبرة، ومن جهة ثانية قيمة التعويض الذي تحصل عليه بعد عمل أربعين عاماً لا يعيلها إلا لمدة قصيرة من الزمن. ماذا تفعل في ظل غياب اهتمام الجميع؟
أردتُ توجيه هذا الكتاب إليكن لحثكن على العمل السريع لإزالة الغبن المعيشي الذي يحيط بالمرأة، وهو من الأمور البديهية لحياة الإنسان.