Strong>فور ورود خبر مصادرة «صاعق» وتوقيف أصحابه المسلحين تزايدت الآمال في تمكّن أجهزة التحقيق من كشف مرتكبي جريمة تفجير طرابلس التي راح ضحيتها 15 شهيداً، لكن سرعان ما تبين أن الصاعق ليس للتفجير بل للضرب
ليلة السبت في جونية، الساعة الثامنة والنصف، تمرّ دورية للشرطة القضائية بالقرب من سينما «لا سيتيه». كلّ شيء على ما يرام. يستعد سائق الآلية العسكرية المموهة بلائحة تسجيل مدنية، لمغادرة المكان لكنه يتنبّه وزملاءه لوجود سيارة نوع «مرسيديس» سوداء اللون على جانب الطريق فيها عدد من الشباب في وضعية تدعو إلى الشكّ، يقترب عناصر الدورية من السيارة ويطلبون من الشباب إبراز دفتر تسجيلها وأوراقهم الثبوتية. يتبين أن السيارة تعود ملكيتها لشقيق أحدهم وأن الشباب الثلاثة من منطقة وادي خالد الشمالية. سألهم شرطي: «شو عاملين الليلة؟»، فأجاب أحدهم بتردّد «جايين نسهر في سوبر نايت كلوب بالمعاملتين». استغرب الشرطيون تردّد الشاب خلال الإجابة عن السؤال وشعروا بأن الشباب الثلاثة يخفون شيئاً ما فطلبوا منهم الخروج من السيارة للتفتيش. عثرت الدورية إثر ذلك على مسدّس عيار 7 ملم وعلى «صاعق». سأل الشرطي الشباب عن رخصة المسدّس القانونية لكنه لم يلقَ جواباً. أما في ما يخصّ الصاعق، فتبيّن أنه يعمل بواسطة بطاريات كهربائية ويُستخدم للإيذاء الجسدي، إذ إنه يبثّ شحنات كهربائية مركّزة. أكمل الشرطيون التفتيش وطلبوا من الشباب الثلاثة إفراغ جيوبهم، وبعد التدقيق في أغراضهم تبين أن الأموال التي كانت بحوزة الشباب الثلاثة قليلة جداً ولا تكفي لتسديد كلفة سهرة في «سوبر نايت كلوب» ما زاد من شكوك الشرطة فيهم.
أوقفت الدورية الشباب الثلاثة ونقلتهم إلى مفرزة جونية القضائية لفتح تحقيق. وبعد الاطّلاع على «النشرة» (سجل كلّ منهم القضائي والأمني) تبين أن أحدهم مجنّد فار من الجيش اللبناني. التحقيق ما زال مستمرّاً بإشراف النيابة العامة المختصّة ويشتبه في أن الشباب كانوا ضالعين في جرائم نشل أو سلب ما يفسّر وجود صاعق كهربائي ومسدّس بحوزتهم.

انتحال صفة

فور ورود خبر توقيف ثلاثة شبان بحوزتهم سلاح و«صاعق»، تحرّك إعلاميون بشكل لافت لجمع التفاصيل مشككين في أن الأمر يتعلّق بصاعق يُستخدم في العبوات الناسفة المتفجّرة، كما أُشيع خبر توقيف أشخاص قد يكون لهم علاقة بارتكاب جريمة طرابلس يوم الأربعاء الفائت. لكن تبيّن سريعاً أن الآمال في توصّل سلطات التحقيق إلى كشف مرتكبي جريمة راح ضحيتها 15 شهيداً لم تكن في محلّها، وأنها قد تتبدّد بسبب التاريخ الحافل لفشل الأجهزة الأمنية المحلية في كشف الجرائم الكبرى منذ محاولة اغتيال النائب والوزير مروان حمادة في تشرين الأول 2004.

النشل المستفحل

سجّلت الثلاثة أيام الماضية جرائم نشل متعددة في مختلف المناطق. ففي منطقة المصيطبة، تعرّضت أمينة جاسم حسن الطليحة، كويتية الجنسية، لنشل حقيبتها اليدوية من جانب مجهولَين يستقلان دراجة نارية. وفي منطقة سن الفيل، تعرّضت مارغريت نزيه رستم لحادثة شبيهة. وادّعت سهام سويد أنه أثناء مرورها في محلة بئر حسن قرب BHV تعرّض لها شخصان يستقلان سيارة نوع ب ام ونشلاها محفظتها من داخل سيارتها. كما تعرّضت للنشل حنان جرجس عبيد في منطقة نهر الموت، ونسرين طانيوس نصر في منطقة الدكوانة، وسوزان جميل الجردي في عاليه، ونسرين حمزة عياش في منطقة فردان البيروتية، ومنى علي ناصر الدين في محلة الشيخ أمام بيروت مول.