هاجس التحوّلات التي قد يشهدها فيروس إنفلونزا الطيور H5N1 سيطر طويلاً على الباحثين والعلماء، لكن المتخصصين في علوم الفيروسات يرفعون الصوت أخيراً محذرين من مخاطر الجذع H9N2 الذي ظهر عند بعض الطيور عام 1988. وبكلام أكثر تحديداً، يتخوف الباحثون من احتمالات العدوى التي يحملها H9N2. وقال باحثون أميركيون في مقالة نُشرت أخيراً في مجلة PLoS إن H9N2 مسبب لأمراض بشرية كثيرة، وأصبح مستوطناً في مزارع للطيور في أوروبا وآسيا.H9N2 صُنف كنوع ينتمي إلى فيروس H5N1، ولكنه يشهد تطوراً مستمراً، ويحمل خصائص تخيف الباحثين الذين يشيرون إلى أن هذه الخصائص قد تجعله ينتشر بين البشر.
دانيا بيريز، مدير الأبحاث التي أجريت على H9N2 قال إن ميكانزمات انتقال عدوى إنفلونزا الطيور ليست واضحة تماماً حتى الآن، أو إن فهم العلماء لها ليس كافياً. وبيّنت دراسة H9N2 عند الحيوانات أنها لا تنتقل من خلال رذاذ الهواء. لكن الباحثين توصلوا إلى أن رواسب من حامض أميني يُسمى Leu226 على (الراص الدموي) hemagglutinine الموجود على سطح الفيروس، هذه العملية تسهم في انتشار H9N2.
بيريز وزملاؤه يؤكدون أن خطر H9N2 الموجود لدى الطيور قد يمثّل خطراً كبيراً على البشر، ويدعون إلى البحث عن احتياطات وتكثيف الدراسات حوله.
تجدر الإشارة من جهة ثانية، إلى أن علماء من جامعة «نوتينغهام ترينت» البريطانية أعلنوا أخيراً أنهم بصدد تطوير آلة اختبار محمولة للكشف عن حالات الإصابة بأنفلونزا الطيور في غضون ساعتين. وتتطلب العملية حالياً أسبوعاً كاملاً لضرورة إجراء الاختبارات في المختبرات على عدة فصائل من الفيروس.
أما الآلة الجديدة فيمكن نقلها إلى حيث يشتبه في تفشي المرض بين المصابين، كما ستتمكّن من التعرف على السلالات القاتلة من الفيروس بسرعة أكبر، وبالتالي تنقذ أرواحاً.