هم لا يتعدّون ثلاثين عضواً. يجمعهم شيء واحد هو كرههم الشديد للإعلان التلفزيوني الخاص بإحدى شركات الهاتف الخلوي الذي يتناول موضوع الحفاظ على الثروة المائية. «قطورة» هي بطلة الإعلان، والكلمة الأكثر ترداداً في أغنيته، ومن كثرة ما يعرض على القنوات الفضائية والمحلية، ضاق البعض ذرعاً به، ما أدى إلى إنشاء مجموعة qattoora pisses the hell out of me («قطورة» تثير حنقي). الإعلان يمتد لدقائق، وتمثل فيه مجموعة من الأطفال الذين يحتفون بقطرة الماء البطلة.تستقبل زائر المجموعة صورة من الإعلان وقد شطبت بعلامة X كبيرة حمراء، للتأكيد على رفض الإعلان. ويوافق كل الأعضاء على البيان التأسيسي الذي يؤكد أن الأغنية تدفع إلى الجنون، وأنها تعلق في رأس الجميع، حتى أولئك الذين يكرهونها، من كثرة ما تذاع على الشاشات. ويتابع البيان التأسيسي مؤكداً أن الجميع أصبحوا يذهبون إلى النوم ويستيقطون وهم يرددونها، يستحمون ويأكلون ويغنونها. «من يهتم بقطرة لعينة من الماء؟» يختم البيان، مؤكداً عزم مؤسس المجموعة على تكسير جهاز التلفزيون إلى ألف قطعة إذا لم تصمت الأصوات في الإعلان.
ويتناقش الأعضاء في المنتدى الخاص بالمجموعة في قضيتين، الأولى تتناول جدوى الإعلان وهل يدفع الناس إلى الحفاظ على الثروة المائية بعد مشاهدته. وتمزح إحدى العضوات قائلة «حافظوا على المياه... ابقوا متّسخين». كما يتناقش الأعضاء أيضاً في الإعلانات الأخرى التي تزعجهم.
وعلى حائط المجموعة تتوالى الاقتراحات بتغيير الأغنية في الإعلان واستبدالها بأخرى لمغني الروك مارلين مانسون، فيما يعترض أحد الأعضاء على عرض الإعلان خمسة آلاف مرة في النهار كما يدّعي. وتتذمر إحدى العضوات من أن والدها يحب الإعلان كثيراً.