يصعب إخفاء حجم التوتر بين طلاب الجامعات، بعد الأحداث الأخيرة. رلى ونيفين، عاشتا تجربة الهزة الأمنية بتفاصيلها، قبل أن تتخطياها
أحمد محسن
تناصر كل من الطالبتين رلى بحسون ونيفين هورو فريقاً سياسياً معيناً. فرلى نشأت في محلة زقاق البلاط، بينما عاشت نيفين في منطقة الطريق الجديدة، ما جعل منزليهما على مقربة من الساحات التي شهدت الأحداث الأمنية. وقد قادت الظروف إلى قطيعة «مرحلية» في العلاقة بين رلى ونيفين، «قبل أن تعود الأمور إلى سابق عهدها». بدأت فصول العلاقة في السنة الأولى، فتخطّت حدود المعرفة بينهما إطار الزمالة الشكلي، لكونهما تتشاركان أكثر من مقاعد الدراسة، كالاهتمامات الرياضية، وخصوصاً كرة السلة، والشغف المفرط في متابعة الوضع السياسي عموماً. لكنّ الفتاتين اعتمدتا آلية صريحة لتنظيم هذا الشغف: «الحوار»، فحافظت كلّ منهما على رأيها من دون تشبّث، كما تقول نيفين.
تتفق الصديقتان على أنّ ما حصل في أيّار كان حدثاً سياسياً بامتياز، من دون أن تنسى إحداهما نبذ الطائفية والتعصّب، فـ«ليس معقولاً أن تضيع الصداقة في لحظات»، تصف رلى الحالة، وتصرّ على اعتبار ما وقع في أيّار مجّرد اختلاف في وجهات النظر. وفي هذا الإطار، تبدو نيفين أكثر صراحةً منها، فهي «لا تنكر الركود في العلاقات»، وتضعه في خانة التوتر العام الذي ساد البلاد في تلك الآونة.
انعكاس الأزمة هو حالة طبيعية برأي نيفين، «لكون القرار أتى من الجهات الأكبر منهما»، وتقصد بذلك حزبيهما. هنا وجدت نيفين نفسها مجبرة على الابتعاد مؤقتاً.
لكن رلى ترفض هذه النظرية، وترى أنها ستقضي ونيفين وقتاً أفضل في الجامعة، وخارجها أيضاً، إذا تسنّى لهما عزل التشنّج السياسي عن الصداقة، وخصوصاً أنهما متشابهتان في الشخصية، ولأن الاختلاف في السياسة يجب أن يصبّ في «خانة التباين في وجهات النظر لا أكثر»، وهذا ما تثني عليه نيفين، مشيرة إلى أنّ الحرية هي الأساس لانطلاق الصداقة المبنية على الاحترام المتبادل. وتوضح أنهما تتواصلان دائماً، أما الشوائب السياسية، فـ «انتهت تماماً».
رلى ونيفين نموذج مصغّر عن عشرات الطلاب الذين سئموا التجاذبات السياسية، وكانت الأزمة نقطة عابرة بالنسبة إليهم. توصلّت الفتاتان إلى اتفاق غير معلن، يضمن لهما صداقتهما، فهما تتشاركان فريقاً رياضياً واحداً...ووطناً واحداً. أما الاختلاف السياسي فيرتبط «بالكبار».