حلا ماضيتُعدّ مرحلة تعليم الطفل على التخلص من الحفاضة من الأمور المهمة في حياته، يبدأ الطفل من خلالها تعلّم كيفية الاعتماد على نفسه لقضاء حاجته. ورغم رمزية هذه المرحلة باعتبارها عنواناً من عناوين النظافة الشخصية للطفل، إلا أنها ترتبط أيضاً بالأمور المعنوية والنفسية التي ستكوّن شخصيته، كما يقول الاختصاصي في طب الأطفال الدكتور ربيع سبيتي. يلفت سبيتي إلى خطورة خطأ في تطبيق تعليم الطفل على استخدام دورة المياه (أو أي بديل لها مخصص للأطفال)، فهذا الخطأ ينعكس سلباً على شخصية الطفل، إذ إنه من المستحسن ألاّ تبدأ تلك المرحلة قبل بلوغ الطفل السنة ونصف من عمره أو ربما السنتين، أي عندما يعرف الطفل كيف يعبّر عن حاجاته ومطالبه، وتصبح الأعضاء الخاصة بالبول والخروج مكتملة وسليمة. وكثيراً ما «تقترف» بعض الأمهات خطأً عندما تضغط على طفلها ليقضي حاجته قبل أن يبلغ من العمر سنة واحدة، وذلك باللجوء إلى الضرب أو نعته بكلام قاسٍ أو حتى عزله في إحدى الغرف على «الكرسيّ» البديل عن دورة المياه، وهذا ما من شأنه أن يسبّب الخوف والهلع لدى الطفل، ما قد يؤدي به إلى حالة التبول اللاإرادي. وفي هذا الإطار، يجدر التذكير بأن الأهالي يجب ألاّ يتعاملوا بقسوة مع الولد الذي يعاني من مشكلة التبول اللاإرادي، بل عليهم استشارة طبيب مختص أو معالج نفسي، فلهذه المشكلة أسباب تختلف بين طفل وآخر.
ويشير سبيتي في هذا المجال إلى ضرورة التحلّي بالصبر، والتعامل بروية مع الطفل في تلك المرحلة، ولا داعي لأن تشعر الأم بالقلق إذا استمر طفلها بـ«الاحتفاظ بحفاضه» لفترة قد تطول، يقول سبيتي «هذا الأمر من حقه...»، إلاّ أنه يشدد من جهة ثانية على أن القلق مبرر عندما يتجاوز الطفل الخامسة من عمره دون أن يتعلم كيفية استخدام دورة المياه، عندئذٍ على الأم زيارة الطبيب والاستفسار عن كيفية المعالجة.
من جهة ثانية، تجدر الإشارة إلى أن ثمة كتباً علمية كثيرة تساعد الأمهات على تفهم حاجات أولادهم في المراحل العمرية المختلفة لنموّهم، ومن الضروري جداً الاستعانة بهذا النوع من الكتب للتعرف على الأسلوب الصحيح في التعامل مع الصغار، وتفهّم المشكلات التي تعترض هؤلاء في كل خطوة من حياتهم.