الفيلم: المدينة هادئة (2001)المخرج: روبير غيدانغيان
بطولة: أريان أسكاريد، جان بيار داروسان.
أمام سرير الموت الذي يحتضن زوجها، تُقسم ميشال أنها ستكون أمينة على حياة ابنتهما فيفيان. ووفاءً لهذا القسم، تقرر الأم أن تدير كل شؤون ابنتها. سنرى الابنة عازفة الموسيقى، تهرب من تسلّط الأم إلى المخدرات، وتصير أسيرة إدمانها.
لن تترك الأم فيفيان، ستلحقها في محاولة لإنقاذها من هذا الإدمان، أو للتحكم بخيار الابنة هذه، عندما تصرخ الأخيرة «أرجوك أريد مخدراً...» تقدّم الأم، في مشهد من أروع ما قدمته لنا السينما الأوروبية، الهيرويين لابنتها، في خطوة تهدف إلى السيطرة على الجرعات التي ستتناولها الابنة لحمايتها من الجرعات الزائدة القاتلة.
هكذا تستعيد الأم، بألم، السيطرة على كل تفاصيل حياة الابنة، تكسر الحاجز الوحيد الذي فصل بينهما، والمتمثل بالإدمان، وتجعله هو أيضاً تحت سيطرتها. وفي هذا الصدد ترى الباحثة الألمانية ـــ الفرنسية ناتالي هاينيش، أن تصرّف الأم هذا أشبه بالقتل السيكولوجي.
تنتقل ميشال من دورها كحامية لابنتها إلى السيطرة على الأخيرة، من خلال استغلال القوة التي تعطيها الطبيعة لكل أم، إذ يسهل أن يصير الولد أسيراً لها... وفي مواجهة هذا الواقع، يصير الابن (أو الابنة) عاجزين عن التخلص من سيطرة الأم.