أطلقت «الشراكة من أجل لبنان» (Partnership for Lebanon) و«إجمع» (المنظمة العربية للمعلوماتية) مخيم «تواصل»، برعاية وزير الاتصالات جبران باسيل، في جامعة البلمند بين 16 و24 آب
البلمند ــ أمل ديب
ينخرط 70 شاباً تراوح أعمارهم بين 14و17 عاماً في «المخيّم الشبابي الصيفي للتدريب على تكنولوجيا المعلومات والاتصال» (تواصل) في جامعة البلمند. يشرح مدير المشروع فايز الطيار أنّ المخيم، وهو الأول من نوعه في لبنان، يهدف إلى «تنمية جيل صاعد واعٍ يتقن التكنولوجيا والحوار معاً». كما يخلق مساحة للتعارف بين الشباب اللبناني من المناطق اللبنانية كلها بهدف تنمية مهاراتهم الشخصية والقيادية وفتح مجال لتبادل الأفكار والآراء بينهم.
من جهتها، تؤكّد مديرة برنامج «الشراكة من أجل لبنان» غريس حرب أهمية المخيم في تقريب وجهات النظر تحت إطار المعلوماتية والتطوّر، مشيرة إلى أنّ الهدف الأساسي من كل المشاريع التي تقوم بها الشراكة هو تمكين المواطنين وخصوصاً الشباب.
ينقسم الشباب المشاركون في المخيم إلى ثلاثة مستويات بحسب معرفتهم المعلوماتية. فالشق المعلوماتي من التدريب يتضمن حصصاً مكثفة عن برامج الميكروسوفت تقدم فيها المعلومات بطريقة تفاعلية «تثير فضول المشاركين وتدفعهم الى قبول تحديات وتعلّم أمور ظنّوا أنهم على يقين منها»، كما يقول المدّرب علي حسن.
من جهة ثانية، يضع المدرّبون الشباب أمام تحدّي تطوير لعبة لحلّ النزاعات كان أعضاء «إجمع» قد ابتكروها. وفي «إجماع على التوافق»، ينبغي على كل فريق مؤلف من 5 أفراد اختيار مشكلة من الحياة اليومية، من خلاف عائلي، إلى حادث سير وسرقة وغيرها، واقتراح حلول عدة، من ضمنها حل منطقي وحيد يُجمع عليه الأفراد. في هذا الاطار، يعلّق موسى ديبا (17 عاماً) قائلاً: «تعلّمنا العمل الجماعي وتقبّل الاختلاف في الآراء وإبقاء الحوار لحين إيجاد الحل المناسب». في زاوية أخرى، ينشغل المشاركون في المستوى الأول بالتعاطي مع موضوعات خلافية كالموت الرحيم والزواج المدني، فيخضعون لتدريب يطال المهارات الاجتماعية تحت إشراف متخصصين من برنامج «ICTDAR» التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP).
على صعيد آخر، تزور الطلاب شخصيات رائدة في مجال المعلوماتية أو القيادة. فالرائد اللبناني مكسيم شعيا زارهم وزوّدهم بمعرفة طاقاتهم الشخصية وقبول التحدي واجتياز المصاعب، فـ«كل شخص عنده إفيرست». وستقوم مجموعة من نساء رائدات في مجال المعلوماتية والأعمال بنقل تجاربهنّ وخبراتهنّ إلى الشبان عموماً والفتيات خصوصاً، لتحفيزهنّ على النجاح في مجال يهيمن عليه الرجال. لا يخفى على زائر المخيم مدى اندماج الشباب في البرنامج، ويظهر ذلك من خلال التزامهم الكامل بالوقت والفقرات من دون أي تذمر. وتقول سالي مصطفى (15 عاماً): «أن تكون في معسكر أمر لا يخلو من الصعوبة، لكن جو العلم والمرح في آنٍ معاً ينسيك صعوبة هذا التحدي». وقد دفع المخيم فاطمة حسيني (15 عاماً) إلى اختيار تخصص المعلوماتية في الجامعة.
أما السياسة فلا تغيب عن مجالس الشباب، والمخيم حقق هدفه الأساسي بالنسبة إلى عباس عواضة (17 عاماً) عندما جمع شباباً من كل المناطق والطوائف والعقائد والأحزاب في «تواصل» ثقافي وتنموي بعيد عن الطائفية والأحكام المسبقة.

لا تلقّيها»