ليال حدادملاحظة: في ما يلي نص عن علاقتي الشخصية بالله، لذا فليحتفظ كل برأيه المكفّر أو الغاضب أو المشجّع.
فكرة أولى: أحاول جاهدة أن أربط بين الله واحتلال فلسطين. فمنذ كنت طفلة تتكرّر في رأسي عبارة جدّتي عن لعنة «الخالق» لهذه الأرض. النتيجة الأولية: لا علاقة، إنها تحاليل جدتي السيئة عن كل ما يتعدّى حدود المطبخ و«الشيش برك».
ولنفترض أن العلاقة قائمة، فأي إله يكون هذا الذي يحمّل شعباً كاملاً مسؤولية مزاجه السيّئ في أحد الأيام وقدرته على التحكّم بالكون؟
فكرة ثانية: أبحث عن سبب مقنع لتغاضي الله عن كل ما يجري في لبنان. فهو حتماً لم يسمع بحزام البؤس الذي يحيط ببيروت، ولم يعنه صراع الفقراء في باب التبانة وجبل محسن. أتخيّله متربّعاً على عرشه ولا ينظر إلى لبنان إلا أثناء جلسات مجلس النواب، فالمشهد مضحك جداً هناك كي يغضّ الطرف عنه.
فكرة ثالثة: أتساءل لماذا يصرّ رجال الدين على اعتبار أنفسهم ممثّلي الله على الأرض، فإن كان الوضع كذلك، فعلى اللّه أن يدرك أنّ صورته مشوّهة تماماً هنا. فأبونا جورج (أو طوني أو شربل) اشترى أخيراً سيارة فخمة جداً، وللأمانة يستعملها أثناء جولاته على بيوت الفقراء في رعيته لمواساتهم وتشجيعهم على احتمال مأساتهم. «هيدي مشيئة الرب» يقولها والإيمان يفيض من وجهه.
فكرة رابعة: «خلقنا الله على صورته ومثاله»، ماذا؟ هل من المفترض أن أصدّق هذه المقولة؟