نبيل عرابيكيف يمكن مواجهة الولايات المتحدة الأميركية، هذه القوة العسكرية العظمى الفائقة القدرة؟
مَن يمكنه بعد اليوم منعها من القيام بعمليات عدوانية جديدة، بقصد الحصول على الموارد الطبيعية وفتح الأسواق، أو الدفاع عمّا تسميه المصالح القومية الخاصة، وهي تقوم بذلك باسم السلام والأمن تارة، والبحث عن أسلحة الدمار الشامل ومحاربة الإرهاب تارة أخرى.
لقد كان تدمير العراق يعني افتتاح أكبر سوق عامة في العالم، منذ الحرب العالمية الثانية. فقد وقّع البنتاغون، وهو يعدّ نفسه للسيطرة العسكرية على العراق، عقود إعادة الإعمار، قبل أن يوجّه الرئيس بوش إنذاره الأخير.
هذا يعني أن المراقبة الديموقراطية الداخلية، من جانب المواطنين، أو ما يسمى السلطة المواجهة للمصالح الخاصة مجرد وهم، ما دامت وسائل الإعلام التي تصنع الرأي العام، تجعل أكثرية الشعب الأميركي مقتنعة بما تريده الإدارة الأميركية. كما أن المراقبة من جانب المؤسسات الدولية أضحت غائبة، لأن الحلفاء التاريخيين للولايات المتحدة الأميركية هم أعجز عن القيام بذلك.
وفي واقع الأمر، إن الاحتياط النفطي الكبير، وكلفة الاستخراج الأشد تدنياً في العالم، جعلا من السيطرة على العراق هدفاً يسمح للولايات المتحدة الأميركية بمراكمة أرباح شركاتها العملاقة، ويمكّنها من إخضاع باقي البلدان المنتجة للنفط.
إن الولايات المتحدة الأميركية، هذه القوة العسكرية العظمى الفائقة القدرة، تستمد قوّتها من اقتصادها وشركاتها وماركاتها الشهيرة، ولهذا فإن مقاطعة منتجاتها وخدماتها تُعدّ مدخلاً أساسياً ومهماً للمواجهة، وموقفاً وحيداً للحماية من هذا التهديد الذي تمثّله، لأن هذه الشركات وما تنتجه من سلع، هي التي صنعت الرأي العام الأميركي، وهي التي توجّه سياسة الإدارة الأميركية، وتموّل الجيش الأميركي. وبكلمة مختصرة: هي التي تخدم السياسة الأميركية عامة.