الاثنين الماضي، وحين حاول شباب تونس الدخول إلى موقع فايسبوك، تبيّن أنه خارج الخدمة، وإمكان وصول الأعضاء إلى حساباتهم غير ممكنة. والسبب أنّ الوكالة التونسية لخدمة الإنترنت، ATI، أغلقت الموقع لأسباب لم توضحها. إلا أن عدداً من هؤلاء الأعضاء وجد طريقة إلى دخول الموقع عبر حسابات خارجية لا يمكن للوكالة رؤيتها، وأسسوا مجموعة تطالب بإعادة فتح الموقع ووقف قمع الشباب التونسي وحرية الرأي، أو على الأقل تقديم تبريرات مقنعة لعملية الحجب.ويشارك في الحملة شباب من المغرب العربي يعيشون في الدول الأوروبية، «كي يعرف العالم أن هذه الأنظمة الديكتاتورية المدعومة من الغرب لا تعرف شيئاً عن حقوق الإنسان والحريات الشخصية».
وقد فتحت هذه الحملة الباب أمام كشف الشباب عن كل الانتهاكات التي تتعرّض لها المواقع العالمية في تونس مثل «يو تيوب» و«ماي سبايس» وموسوعة «ويكيبيديا». أما «الكارثة التونسية»، كما سمّاها أحد الأعضاء، فهي الرقابة على المدوّنات الشخصية وملاحقة المدوّنين بحجة «إثارة الفتن» أو «شتم النظام».
ووضع مشرف المجموعة عدداً من العناوين الإلكترونية التي يمكن مراسلتها لممارسة ضغط على الوكالة وعلى الحكومة التونسية والجمعيات المعنية، وإذا لم تتجاوب، هدّد معظم الأعضاء بأنهم سيتحركون في الشوارع وفي الجامعات ليوقفوا «هذه المهزلة».
ومن ضمن سبل «مقاومة القمع»، ابتكر الأعضاء أكثر من عشر طرق لكسر هذه الحجب ونشروها فيما بينهم عبر الرسائل الخاصة والرسائل الإلكترونية، وعبر المنتديات. ويتضمّن الموقع عدداً من الفيديو التي تظهر الطريقة التي تتبعها الدولة في قمع الشباب وتسييرهم بالاتجاه الذي تريده، «إن لم نتحرّك اليوم سيولد أبناؤنا في بلد أشبه بسجن كبير»، يقول أحد الأعضاء، داعياً التونسيين «إلى البدء بانتفاضتنا الخاصة».