نادر فوز- وواحد «غرين ستايك سالاد»، أهلاً، نشالله يكون كل شي عَ زوقكُن.
فرغت جيوبي من المال إذ كثرت فواتير السلطة خلال الأسابيع الماضية. في كثير من الأحيان والأماكن، يكون سعر صحن السلطة يساوي سعر طبق من الستايك (على مختلف أنواعه)، إلا أنّ الشابات يصررن على تناول الخُضَر. ومع فورة الصبايا على صحون السلطة، راحت أسعار هذه الأطباق ترتفع، ومعها يرتفع ضغط الشبّان، ليس كل الشبّان طبعاً.
سألتُ إحدى الصديقات عن سبب ولع الصبايا بالسَّلطات، فأجابت إنّ الخُضَر مغذّية وخفيفة على المعدة، «والسلطة ما فيا تبلغُص والإشيا التانية اللي بتنصّح». لم أجبها، إلا أني أخذت أراقب معظم الشابات الموجودات على مقربة مني عند تناول الطعام.
سجّلت إحداهن عدد غارات على صحن البطاطا المقلية، لم تستطع الطائرات الإسرائيلية تسجيله على مدى 33 يوماً في حرب تموز. أما الاعتداءات على صحن الستايك، فتخطّت خروق المقاتلات والجرافات الإسرائيلية للسيادة اللبنانية والخط الأزرق. وبين غارة واعتداء، يدوّي خرق لجدار الصوت على شكل ضحكة.
لم تكتفِ هذه الصبية بأدائها هذا، إذ قالت في خضمّ الصراع:
- بتعرف، يا ريت طلبت متلك، بس خَلص لأ، هيدا بينصّح.
- عم فكّر أطلب صحن تاني.
- لأ لأ، أوعا أنا ما فيّي.
- ok. (وتابعت في نفسي: إنتِ ما فيكي، أكيد، بس أنا بعدني بلا أكل).
تكرّر الأمر في مناسبات عدة، فقرّرت وضع حد للموضوع خلال إحدى السهرات، فقلت عندما تمادت إحداهنّ في تمشيط صحني: «إنتِ ليه ما بتطلبي صحن من هيدا، هيئتِك حبيّتيه؟». «حردت» الصبية، إلا أنها بدل أن «تأخذ على خاطرها»، أخذت حبة بطاطا وركّزت جهودها على هذا الصنف تاركةً البازيلاء المسلوقة وشريحة اللحم. اتّخذت قراري هذا بعدما لاحظت أني لا أحصل على اللحم ولا على آكلة لحم الستايك ـــــ فيما جيوبي تفرغ من المال.