المخفر هو المكان الذي يشهد الاحتكاك المباشر الأول بين المواطن والدولة، ولزيارته تأثير عميق على مفهوم الناس لنظام العدالة القائم. تفتح «الأخبار» ملف المخافر في لبنان ونبدأ بمحافظة البقاع
البقاع ـــ نقولا أبو رجيلي
بعد مضي أكثر من عشر سنوات على زيادة عديد مخفر درك رياق، وبالرغم من توسيع ملاك إدارته على مستوى فصيلة تعاقب على تولي مسؤولية إمرتها العديد من الضباط، لا يزال المبنى الذي يشغله أكثر من 30 عنصراً من الرتباء والأفراد على حالته، فهولاء يحشرون بمساحة بناء لا تتعدى 130 متراً مربعاً، يعود تاريخ استئجار المبنى لعام 1963، وهو مؤلف من طبقة واحدة تحاذي الطريق العام، تحوي 5 غرف صغيرة خصّصت إحداها مكتباً لإمرة الفصيلة وأخرى للأعمال القلمية، تتداخل فيها المكاتب الخشبية والملفات المتراكمة عليها بشكل يعيق تحرّك العناصر المكلفة إنجاز المعاملات الإدارية، وغرفة أخرى خصّصت لتحضير الطعام، بجانبها حمام قديم بمحتوياته المتواضعة، وبهو امتلأت معظم مساحته بالخزائن المخصصة لعناصر الفصيلة، يؤدي إلى غرفتين تستخدمان للمنامة وإجراء التحقيقات وعزل المستجوبين، ومركز اتصالات هاتفية لتلقي البرقيات وبثها، تفصل بينهما نظارة توقيف لا تتعدى مساحتها ستة أمتار مربعة، تفتقر لأدنى المواصفات الصحية والإنسانية، اقتطع منها حمام صغير داخلي مساحته متر × متر مربع يستخدمه الموقوفون لقضاء حاجتهم، تدفئة المبنى تتم بواسطة «وجاقات» المازوت، لأنه غير مجهز بتمديدات للتدفئة المركزية. أما الآليات العسكرية الموضوعة بتصرف الفصيلة فتركن في باحة خارجية بجانب المبنى، اذ ليس هناك مرأب خاص بالفصيلة.

تعذّر الحلول

جهود كثيرة بذلت لاستحداث بناء جديد يرتقي إلى مستوى المسؤوليات الأمنية الملقاة على عاتق فصيلة درك رياق، التي يشمل نطاق عملها الإقليمي 13 بلدة تتبع إدارياً قضاء زحلة هي: رياق، حوش حالا، تربل، إشهابية الفاعور، كفرزبد، عين كفرزبد، قوسايا، دير الغزال، رعيت، حارة الفيكاني، ماسا، علي النهري، الناصرية، من خلال الاقتراحات والتقارير التي رفعها جميع الرتباء الذين تعاقبوا على رئاسة المخفر، والضباط الذين تولّوا مسؤولية إمرة الفصيلة إلى المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي جميعها لم تأت بنتائج إيجابية.
رئيس بلدية رياق ـــ حوش حالا جوزف كعدي قال لــ«الأخبار» إن اقتراحات خطية عدة تلقاها المجلس البلدي من المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي، تطلب بموجبها تخصيص قطعة أرض لبناء مركز لفصيلة رياق لم يُستجب لها بسبب عدم امتلاك البلدية أية عقارات، كما أن وضعها المادي لا يسمح بشراء أي قطعة أرض تقدمها كهبة إلى وزارة الداخلية، كما لم تستجب وزارة الاتصالات لاقتراح نقل أعمال الفصيلة إلى مبنى سنترال رياق، وتحدث الكعدي عن فشل آخر المحاولات للمساعدة على إنجاز المطلوب بعد رفض وزارتي الأشغال والطاقة الموافقة على اقتطاع مساحة 1500 متر مربع من قطعة أرض تملكانها في محلة البيادر.
يذكر أن المديرية العامة لقوى الأمن كانت قد أطلقت ورشة بناء مخافر نموذجية في مختلف المحافظات، بدعم من الدول المانحة. وكان من المفترض أن يفتتح وزير الداخلية زياد بارود مخفر بعلبك الجديد الأسبوع الماضي، لكن الافتتاح تأجّل بسبب انفجار طرابلس. أما فصيلة رياق فتنتظر أولاً تخصيص الأرض المناسبة للمبنى الجديد.

المالك يرفض خرق القانون

«لم يؤخذ بالاقتراحات والتسهيلات التي تقدمنا بها مرات عدة» هذا ما أشار إليه الياس شبابي، مالك المبنى الذي تشغله فصيلة رياق، ومن بين الاقتراحات تشييد طابق آخر فوق المبنى الحالي على نفقة المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي، على أن تقتطع مبالغ جزئية من الإيجار السنوي الذي يبلغ حوالى 4 ملايين ليرة لبنانية لم يلق قبول المعنيين، كما رُفض اقتراح آخر تقدم به بتثبيت غرف خشبية خلف المبنى لاستخدامها غرف منامة للعناصر، ولفت شبابي إلى عدم موافقته على اقتراح تقدمت به إدارة قوى الأمن الداخلي يقضي بإضافة غرفة من الباطون على حسابها الخاص بجانب المبنى، حفاظاً منه على الوضعية القانونية للبناء، وختم شبابي بعدم اعتراضه على قيمة الإيجار، مبدياً استعداده للتعاون حسب إمكاناته المتواضعة ضمن الأطر القانونية.


قوى الأمن تصدم طفلاً

صدمت آلية لمفرزة طوارئ زحلة في قوى الأمن بقيادة الرقيب أول محمد ز. الطفل علي جمعة المبارك (7 سنوات)، بينما كان يقطع الطريق لشراء حاجات من دكان مقابل منزل ذويه. نقل الطفل إلى مستشفى رياق للمعالجة، بينما أقنع الرقيب أول ذويه بعدم تقديم دعوى قضائية بحقه. لكن بعد تعرّض جمعة لحالات إعياء وتقيّؤ متكررة، وغيابه عن الوعي، طلب والده إجراء تحقيق قضائي والادعاء على السائق. وقال شهود عيان لـ«الأخبار» إن آلية قوى الأمن كانت تجري بسرعة 70 كلم في الساعة تقريباً لحظة صدمها الطفل.