ما الذي يجمع بين مدخّني السيجار ومدخّني الغليون غير المضار الصحية الكبيرة التي يبتلون بها؟عشاق التبغ لهم كلمة مختلفة. حين تسألهم عن المضار يجيبون بأنهم يدركون الأمر، ولا يتخيّلون ما الذي سيحل بهم. يقولون هذا الكلام في ثوانٍ تمضي سريعة كالبرق، ثم يعلنون بحزم «مهما كان الثمن سنمضي في التدخين».
ويبدو أن ثمة عوامل كثيرة تجمع بين مدخّن السيجار و«زميله» مدخّن الغليون، وفق الخبير ماكس غالو عاشق السيجار الهافاني الفاخر. فـ«علاقة كل منهما بالوقت والزمن تخضع للمعايير نفسها»، يصير الزمن محدداً بالوقت الذي تستغرقه عملية التدخين، زمن الاستسلام للتبغ. ويقول الخبير الفرنسي في شؤون التدخين أندريه سانتيني «إنها قصة حب، ندرك مسبقاً أنها ستنتهي»... طبعاً عندما ينتهي وقت التدخين.
عميل وكالة «سي آي إي» فيليكس رودريغيز، يروي اللحظات الأخيرة من حياة الثائر أرنستو تشي غيفارا، ويقول إنّ الفعل الأخير الذي أتى به الـ Che قبل قتله كان أن قدّم غليونه لحارس بوليفي أبدى بعض اللطافة في التعامل معه.
على أي حال... رحل غيفارا ومعه معايير كثيرة من زوار الثوار وحب الفقراء. اليوم يعكس حب السيجار أو الغليون طبع أناس يعشقون الحياة المرفّهة، يعرفون «طعم لسانه»، ما هي الماركات المهمة، ما هو النبيذ الأفخر، والثياب الأكثر أناقة، والمجوهرات الثمينة...
أخيراً، يلفت الخبراء إلى أن حبّ السيجار والغليون يخضع لقوانين «الموضة»، فتتغير الخيارات والمذاقات من فترة لأخرى... حسب «الموضة».