صدمت آلية تابعة لقوى الأمن الداخلي الفتى علي المبارك (7 سنوات) في منطقة رياق البقاعية الأسبوع الماضي. وتعليقاً على الحادث الذي نشرت «الأخبار» فقرة خاصة به في عدد 23 آب 2008، جاءنا من وزارة الداخلية التوضيح الآتي: «إن التحقيق كان جارياً حتى قبل نشر الخبر في الجريدة، وإن الوزير زياد بارود كان، فور تلقيه الخبر، قد أحال القضية على المفتشية العامة لقوى الأمن الداخلي. وبنتيجة التحقيقات التي حصلت في مفرزة سير زحلة بإشراف مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية، تبيّن أن الآلية لم تكن مسرعة، وأن الطفل قطع الطريق أمام الآلية من دون أن يتنبه لها. وبناءً على تقرير الطبيب الشرعي الذي عاين الطفل، تبيّن أن حاله مستقرة في المستشفى، وقد اتخذت كل الإجراءات اللازمة. وفي ضوء ذلك، فإن الأهل هم الذين قرروا عدم الادعاء».راجعت «الأخبار» أمس جمعة مبارك، والد الطفل علي، وسألته عن سبب عدم ادّعائه على قوى الأمن لصدم إحدى آلياتها ابنه، فقال بتردّد وبصوت يرتجف: «أنا مزارع بطاطا فقير، هل يمكنني أن أشتكي على الدولة والشرطة؟ لا لا، أنا أريد فقط أن يكون ابني بصحة جيدة ولن اشتكي على أحد... الله يساعدني». وبالفعل عاد الطفل علي مبارك إلى منزل ذويه يوم أول من أمس وهو بحالة صحية مستقرة، ووصف له الطبيب أدوية يفترض أن يتناولها ريثما يتعافى بالكامل. لكن والده أعلم «الأخبار» أن مستشفى رياق الحكومي طالبه بمبلغ 900 ألف ليرة لبنانية مقابل معالجة علي، قائلاً: «أنا مزارع بطاطا ... أتقاضى عشرة آلاف ليرة يومياً ولا أملك 900 ألف ليرة» وسكت. ثمّ عاد وأضاف بسرعة مقاطعاً السؤال التالي: «لكنني سأدبّر المبلغ»، وكرّر قائلاً: «سأدبّر المبلغ من هنا وهناك، وسأطلب من الأصدقاء أن يساعدوني...». وأضاف: «المقدم اتّصل بالمستشفى وقال إن التحقيق لم ينتهِ بعد». وعندما سئل: «كيف عاملك رجال الشرطة؟» أجاب: «غضبوا مني عندما أعدت علي إلى المستشفى بعدما عولج مباشرة بعد وقوع الحادث، لكن الطبيب هو الذي أشار علي بإعادته إلى المستشفى إذا تعرّض لحالات إعياء وتقيّؤ متكرّرة». وكان جمعة قد نُقل إلى مخفر رياق لتحقيق دام ما يقارب ساعة ثمّ نقل إلى مخفر زحلة حيث استُكمل التحقيق لمدة 3 ساعات.

متابعة الوزير

وزير الداخلية زياد بارود أبدى اهتماماً خاصّاً بالحادث لدى الاتصال به، ووعد بأن قوى الأمن الداخلي ستسدّد كامل تكلفة العلاج، وأن جمعة مبارك لن يترتّب عليه دفع أي مبلغ من المال. كذلك أعلم الوزير بارود «الأخبار» بأنه تمّ بعد ظهر أمس، الاتصال بوالد الطفل لإعلامه بذلك.