حلا ماضيتستسهل بعض الأمهات وجود صيدلية ما قرب المنزل، فيلجأن إليها لشراء دواء ما، وصفته لها إحدى الجارات عندما أصيب ابنها بالعوارض نفسها، كارتفاع فى درجة الحرارة، احمرار في العيون، إسهال، سعال، التهاب فى اللوز، وما إلى ذلك من عوارض الأمراض التي تتكرر كثيرة في حياتنا.
ولكنّ «ثمة أموراً خطيرة تكمن في هذه التصرفات» يقول الاختصاصي في أمراض الأطفال الدكتور عماد الشامى. ويشدد على ضرورة الإقلاع عن استشارة الجارات أو الصيادلة.
يكرر الشامي «ليست الجارة من يوصف الدواء، حتى لو كانت قد شهدت عوارض المرض نفسها عند طفلها، فلكل حالة حيثياتها، وكل طفل مختلف عن الآخر لجهة إصابته بالحساسية تجاه دواء ما». الصيدلي هو أيضاً غير مؤهل لوصف الأدوية، رغم أنه «على عِلم بالأدوية، وبتركيباته، ولكن ذلك لا يجعله الشخص المخوّل لوصف الدواء». ويلفت الدكتور الشامي إلى أن بعض الصيادلة يبيعون أدوية مضادة للالتهابات بمجرد أن تصف لهم الأم حالة ابنها، وينصحون بجرعات كبيرة «وهنا الخطورة، فإذا لم يكن الطفل في حاجة فعلية لتناول أدوية الالتهابات، فإن هذه الأخيرة ستمنع التطور الطبيعي للمرض، ما يُصعِّب مهمة الطبيب المتمثلة في تشخيص المرض في فترة معينة. ومن الممكن أن يكون الطفل مصاباً بالسحايا أو التهابات بالزائدة الدودية».
ويضيف الشامي أن تناول أدوية الالتهابات القوية بدون وصفة طبيب قد يضعف المناعة الطبيعية في جسمه، وتقضي على الأمراض الفيروسية التي عادة ما تصيب الأطفال، ولكنها في المقابل تساعد على نمو الميكروبات الصغيرة وتكاثرها داخل جسم الطفل.