محمد ديبلا شك أن الغرور والذل هما من أخطر الأمراض التي يصاب بها أي مجتمع. فترى من البشر من هو مصاب بالغرور، حيث يظن نفسه أعظم وأهم من باقي الناس، وأنه بمستوى من هم أعلى منه، يستمع لرأي ولا يصغي لنصيحة ويجعل عقله فوق كل العقول.
ومن البشر من هو مصاب بالذل والاحتقار فتراه فاقداً الأمل لا يثق بنفسه ويقول من أنا لأصل إلى مستوى غيري، من أنا حتى أفعل كذا ومن أنا حتى أغير كذا.
أمّا الأخطر من ذلك وذاك، فهو أن ترى أشخاصاً مصابين بالاثنين معاً...
كبعض السياسيين المؤتمنين على شؤون الناس. فهم مغرورون بوجه شعوبهم وأذلّة بوجه أعدائهم. فيتكبّرون على من أوصلهم إلى مناصبهم ويغلقون الأبواب في وجوههم (إلا قبل الانتخابات)، وفي المقابل يبثّون في قومهم أن أعداءنا أقوى منا ولا يمكننا الوقوف في وجههم، وإلّا فسوف نقضي على أنفسنا.
لذلك على المواطن أن يتعلم من أخطاء حكّامه، وأن يضع نفسه في موضعها، وأن ينظر إلى مزاياه ونقائصه، فما وجد من ميزة فيه، أن ينفع بها الناس، وما وجد من نقص أو عيب في نفسه، أن يتداركه ويعالجه، وألّا يركن إليه فيقتله اليأس والخمول.