بسام القنطارمُبارك للبنانيين والعرب ولادة «التحالف العربي ضد تغيّر المناخ». القابلة القانونية «مؤسسة هاينرخ بل» التابعة لحزب الخضر الألماني أسهمت في الولادة. أما المولود، فعبارة عن 19 منظمة أهلية عربية مختصة في قضية تغيّر المناخ وغير موجودة في الدول العربية المنتجة والمصدرة للطاقة الأحفورية المسبب الرئيسي للتغير المناخي.
«التحالف» وضع لنفسه مجموعة من الأهداف تحتاج إلى جهد استثنائي لتنفيذها، في وقت لا يبدو فيه الرأي العام العربي معنيّاً بهذه القضية وملمّاً بالتداعيات الخطيرة الناتجة منها. كما أن عدم «إقبال» المنظمات الأهلية العربية على مقاربة هذا الموضوع، ناتج من ضعف في «التمويل» من جانب الجهات المانحة في الفترة السابقة.
الولادة كانت أمس في فندق «كراون بلازا» في بيروت، بحضور «خجول» لوسائل الإعلام والجمعيات المعنية على حدّ سواء، بدعوة من «رابطة الناشطين المستقلين» (إندي ــ أكت) وبالتعاون مع «شبكة المنظمات العربية غير الحكومية للتنمية». وقد أشار المدير التنفيذي في «اندي ــ أكت» والمتحدث بالنيابة عن التحالف وائل حميدان، إلى أن «هدف التحالف العمل على المفاوضات التي تجري حالياً في الأمم المتحدة بشأن معاهدة جديدة شاملة لمكافحة التغيّر المناخي، ستحلّ محل اتفاقية كيوتو بعد عام 2012».
وشدّد حميدان على خطورة التغير المناخي، آخذاً على الدول العربية «عدم اهتمامها بهذه المعاهدة واتخاذ موقف موحد وقوي». وأشار حميدان إلى أن هدف إنشاء «التحالف العربي ضد تغير المناخ» هو «توحيد الموقف العربي في المفاوضات التي تجري في شأن المعاهدة الجديدة وزيادة التنسيق والاتصال بين مؤسسات المجتمع المدني». وتحدث حميدان عن اتجاه لإقامة العديد من النشاطات للتوعية في هذا الإطار، منها «عقد الاجتماع الأول للتحالف في 13 تشرين الأول المقبل في بيروت، وستتبعه ورشة عمل إقليمية في 14 و15 تشرين الأول بمشاركة الحكومات ووزارات البيئة في العالم العربي والمؤسسات الأكاديمية للخروج بموقف موحّد، نقدمه خلال المؤتمرات السياسية العربية التي ستُعقد في المرحلة المقبلة، كاجتماع وزراء البيئة العرب الذي سيُعقد في كانون الأول المقبل، إلى القمة العربية الاقتصادية الاستثنائية التي ستُعقد في الكويت، كما سيشارك التحالف في محادثات الأمم المتحدة التي ستعقد في «بوزنان» في «بولندا»، كما سيُعقد مؤتمر مخصص للإعلام في العالم العربي لإعطاء معلومات عن المحادثات المتعلقة بالمعاهدة الجديدة ليكون شريكاً لنا في هذه الحملة لمعالجة التغير المناخي».
مدير «شبكة المنظمات العربية غير الحكومية للتنمية» زياد عبد الصمد أشار إلى أن «الشبكة تقوم بجهود حثيثة لتعزيز وتفعيل مشاركة المجتمع المدني في المسارات التحضيرية للقمة العربية الاستثنائية وضمان مشاركة فاعلة وبنّاءة فيها والدفع باتجاه مشاركة مثمرة في النقاش بشأن السياسات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية في المنطقة العربية». لافتاً إلى أن «الشبكة تقوم حالياً بعدد من الخطوات التحضيرية للمساهمة الفاعلة في هذا المسار وفي النقاش الذي سيجري في إطارها. كما ستصدر تقرير عن آثار سياسات تحرير التجارة على المنطقة العربية يلخّص أبرز ما توصلت إليه المشاورات الإقليمية التي قامت بها الشبكة على مدى عامين في إطار برنامج التجارة الدولية، تخلّلتها ورش وطنية وإقليمية».
وباسم مؤسسة «هاينرخ بل ــ مكتب الشرق الأوسط» تحدثت منسقة البرامج في المؤسسة كورين ديك، فعرضت لنشاط المؤسسة التي تهتم «بالحفاظ على البيئة وتركّز عملها خصوصاً على دعم العملية المطلبية وتمكين هيئات المجتمع المدني في قضايا تغيّر المناخ والطاقة المتجددة، والمشاركة في عملية التنمية المستدامة».


www.arabclimate.org

لضمان التواصل مع أكبر عدد ممكن من الجمعيات الأهلية المعنية، أطلق «التحالف العربي ضد تغير المناخ» موقعاً إلكترونياً يتضمن أخبار التحالف وآلية الانضمام إليه. إضافة إلى الأخبار المتعلقة بتغيّر المناخ والمفاوضات الأممية الجارية لإطلاق معاهدة جديدة في كوبنهاغن ترث معاهدة كيوتو بشأن المناخ.
وسوف يسعى التحالف إلى تعزيز قدرة مؤسسات المجتمع المدني في علوم وسياسات تغير المناخ، وخاصة في مفاوضات اتفاق ما بعد الـ2012. زيادة التنسيق والاتصال بين هذه المؤسسات في ما يتعلق بسياسات تغيّر المناخ. توحيد المواقف بشأن السياسات، والقيام بنشاطات إقليمية واتصالات تتعلق بالمفاوضات في خصوص معاهدة المناخ. والدفع من أجل سياسة تغير المناخ قوية بين الدول العربية.