غاب الشباب عن نشاط «لا فساد» في بلدية الشياح ليحلّ مكانهم الأطفال والمسنّون. فمحاربو الفساد من الشباب في إجازة والمنظّمون شكوا غيابهم
قاسم سهيل قاسم
تشير الساعة إلى الرابعة عصراً. يجلس منسق نشاط تمكين الشباب في الضاحية الجنوبية سامر حيدر بانتظار إشارة الانطلاق. بقي عدد كبير من الكراسي خالياً. راح طفلان يلهوان ببعض الكتيّبات التي وزّعتها الجمعية اللبنانية لتعزيز الشفافية (لا فساد). يعتذر مدير المشاريع في الجمعية سعيد عيسى من الحضور لتأخر بدء النشاط «فهذه عادة لبنانية درجنا عليها»، يقول.
بعد الاعتذار، يشرح عيسى أهداف جمعيته، فيما لم يكن الحضور يصغي إليه، إذ كان كلامه يقتطع من حين إلى آخر بالحاضرين الجدد. ثم جاء دور سامر حيدر الذي عرّف عنه عيسى بأنّه منسق نشاطات الجمعية في «ضاحية بيروت الجنوبية الغربية»، بمعنى آخر الشياح. كان همّ حيدر شرح أسباب الفساد في المجتمع وتأثيرها على الشباب والخطوات التي يجب القيام بها من أجل تأهيلهم لرفض هذا الفساد ومحاربته.
على الطرف الآخر من الطاولة جلست زميلة حيدر ستيفاني وهي الأخرى منسقة النشاطات ولكن في «الضاحية الجنوبية الشرقية»، أو عين الرمانة.
تولت ستيفاني الحديث عن مبدأ المواطنية والتعريف بالمواطن الصالح. لم تكتف ستيفاني بالشرح، بل راحت تطرح أسئلة لعلّها تجعل الحاضرين يشعرون بالمسؤولية عن عدم ممارستهم حقوقهم المواطنية بشكلٍ فعال. كانت ستيفاني الوحيدة التي أعلنت استياءها من نشاط أمس والحضور الخجول للشباب، «وجّهنا دعوات لعدد كبير من شباب المنطقة ولكن انظروا إلى الحضور، هذه هي النتيجة». ثم تعلّق قائلة: «همّة الشباب خفيفة». لم تنسَ ستيفاني أن تقرأ من الورقة حين لم تسعفها الارتجالية، كما أنّ تمريرها لبضع الكلمات بالإنكليزية أدى إلى استياء بعض الحاضرين الذين راحوا يردّدونها خلفها.
أنهت ستيفاني مداخلتها، وفُتح باب النقاش أمام المشاركين. بعد تردّد دام دقائق عدة سأل الطالب في كلية العلوم الاقتصادية وإدارة الأعمال ـ الفرع الأول في الجامعة اللبنانية حسين حمود عن كيفية محاربة الفساد في كليته، حيث تبدأ المحاصصة بمجرد تقديم امتحان الدخول». تلقّف عيسى السؤال ليحوله إلى مشروع واعداً بمتابعته وتمويل جميع النشاطات التي قد يقدمها الشباب اللبناني بشرط تقديم دراسة وافية عنها والسير فيها.
طغى ضجيج الأطفال على كلام سفير المنظمة العالمية لحقوق الإنسان علي عقيل خليل الذي قدم مشروعاً لمحاربة الفساد ودعا الجمعيات المحلية إلى المشاركة فيه، وهو تأليف لجنة مدنية بالاتفاق مع وزير الداخلية لمراقبة سير العمل في الإدارات العامة. بعدما طرح السفير مشروعه، تمنى القيّمون على الندوة من بعض الشباب الخجول في القاعة طرح أسئلتهم. لكن الصمت يعود مجدداً قبل أن يعلن سامي حيدر انتهاء النشاط، داعياً إلى «بوفيه» خارج القاعة ليبّل الحاضرون ريقهم الذي لم يخسروه. بدت الحماسة الخافتة خلال النشاط أقوى في الخارج حيث الحلويات بانتظارهم. لكن سامي حيدر الذي يعترف باستيائه من نشاط الأمس والعدد القليل من الحاضرين يأمل أن تستمر النشاطات التي تعنى بتأهيل الشباب اللبناني ومن خلفه المجتمع.