هدى بياسيكي تعرف قيمة الوقت، عليك أن تكون عربياً، فنحن بارعون في تبديد الساعات في غرف الانتظار.
مشكلتنا أنّ ثوب رؤسائنا الفضفاض أصبح أضيق من لقمة عيشنا، وهم يتحكّمون بأطرافنا وأيامنا كي لا نخرج عن خشبة مسرحهم بعد أن تصفّق الحياة لفشلنا.
نحن بحاجة إلى دمٍ جديد، نظهر به ما دنّسوه من أيدٍ، كان لها أن تكون عاملةً في الاستئثار على كل المواد الأولية للتنفس، وهم إذ يمدّونك بالعون، فلأنهم على ثقة بأن غرقك لن تنقذه يدهم المبتورة الأصابع.
أنت صيد سهل لأنك كأي سمكة تحتاج إلى طعامٍ كي تستمر. مجتمعنا اليوم مستهلَك لا مستهلِك لأننا محكومون بالسخرة عن عرق جبين الرؤساء، فنتعب ليرتاحوا، ونَشيب ليشبّوا، ونجوعُ ليُتخموا. وأعمارُنا عندهم كأوقاتنا، كأمواج البحر يرميها المحيط على الشاطئ ثم يستردها ليعيد استهلاكها حتى آخر نقطة.
ونخشى أقصى ما نخشاه أن نقول «لا» لأننا شعب مطيع إلى أبعد حدّ، ومسالم فوق الحدّ ومنقاد حَدَّ إقامة الحدّ.