طرابلس ــ فريد بو فرنسيستغيّر المشهد المألوف في شارع بور سعيد، أهم شوارع مدينة الميناء. من عجقة زوار وسيّاح وحركة تجارية ناشطة، إلى عجقة عمال وجرافات يعملون منذ أكثر من عام على مشروع توفير مياه الشفة للمدينة.
ورغم حيوية المشروع إلا أنه بدأ يرخي بثقله على كاهل الأهالي وأصحاب المحال بعدما لاحظوا ان التباطؤ في العمل هو السمة الطاغية، إضافة إلى تحويله الشارع لمجموعة حفريات منسية، وأتربة مكوّمة على جانبي الطريق. ويلاحظ المتجوّل في المدينة، الحفر التي خلّفتها الشركة المنفّذة من دون تعبيد، والتي بدأت تتسع وتعمق.
هذا الوضع أثار استياء الأهالي وأصحاب المحال التجارية الذين اعتصموا منذ ايام، ما دفع المجلس البلدي في المدينة إلى انتقاد «عدم الجدّية في التنفيذ، والمماطلة من قبل الاستشاري والمتعهد، وإطالة مدة الحفر للاستفادة من تعديل على حساب المواطن».
الشكوى التي ترتفع اليوم تأتي نتيجة تأخّر الشركة في العمل، وحفرها الشوارع من دون متابعة، ما يسبب ضرراً للناس وينعكس على الوضع الاقتصادي للمدينة. وترتفع تساؤلات المواطنين المتضررين عمن يعوّض عليهم. يقول أحدهم: «نحن نريد المشروع ونطالب به، لكن ليس بهذه الطريقة. الحفر بلا تزفيت، وحتى تلك التي ينتهي العمل بها لا تردم ولا تزفّت. لا نستطيع الاستمرار هكذا ونحن على أبواب شهر رمضان المبارك». ويرى أحمد خزما «أن المشروع فاشل والأضرار جسيمة، ودائماً المواطن يدفع الثمن».
إضافة إلى الحفر والتقاطعات المنتشرة على الطرقات، هناك أماكن قطعت فيها الطرقات بالكامل تحت شعار «نعمل لأجلكم»، الأمر الذي أثار حفيظة أصحاب المحال التجارية الذين أجمعوا على «أن هذا القطع المتكرر للطرقات يضرّ بنا وبمصالحنا، أضف إلى ذلك الغبار الذي ينتج من هذا التراب الموضوع على الحفر من دون تعبيد».
ويشير أصحاب المحال التجارية في شارع بور سعيد إلى «أن هذا الشارع من أهم الشوارع في الميناء، وللأسف هو مليء بالحفريات والإهمال متفاقم، ولا يوجد احترام للناس. يقفلون الطرقات متى شاؤوا ولا يردمون الحفر، كأن الدولة تعدّ المواطن سلعة رخيصة لا قيمة له»، محمّلين البلدية مسؤولية التقصير في مراقبة تنفيذ المشروع.