انطلق مهرجان «الحصاد» السنوي الذي ينظّمه كشاف التربية الوطنية في كفررمان. وقد نفّذ المشاركون عملاً فنياً يوضح مفاهيم الصدق والمحبة والسلام
كامل جابر
ينطلق الصحافيان الشابان ريتا وزياد في بحث دؤوب عن صورة مثلى للجمال في لبنان (لبنان بالصورة)، لجعلها في كادر يحكي قصة الوطن. يلتقيان عجوزاً يمثّل الذاكرة، فيطرح أمامهما ثلاثة مفاهيم لقيمة الصورة، بحثاً عنها لتستقيم هي الصدق، المحبة والسلام.
موضوع شبابي شائك، أرادت من خلاله قيادة كشاف التربية الوطنية في كفررمان طرح مشكلة الأجيال، في البحث عن صورة الوطن، في مهرجانها السنوي «الحصاد» الذي انطلق الأربعاء الماضي. يشرح قائد الفوج شكيب سلامة هدف المخيّم، «هو جزء من رسالتنا الكشفية والإنسانية، من قلق الشباب والأطفال، مما يجري في الوطن، لذا جعلنا قضيتنا البحث عن عناوين أساسية: الصدق والمحبة والسلام».
شارك أكثر من مئتي شاب وطفل في العمل، الذي تضمّن سلسلة عناوين تعبيرية وراقصة ولافتات سياسية: «ما حدا شرعي غير الشعب، خلينا نقول كلمتنا، الله يرحم الدستور». هذه تفاصيل متواضعة ضمن مشهد واحد يراوح بين سيادة «الواسطة» والتنافس نحو الهجرة.
أما لماذا «قولبة» هموم الأجيال والشباب في مقدمتهم، في لوحات راقصة وتعبيرية؟ «فلأن مثل هذه اللوحات تسهم في نقل الفكرة من دون تعميم الحزن وتغييب الأمل، وهي أعمال فنية بحد ذاتها، تخفّف عن الناس أعباءً من همومهم ومشاكلهم، وتوصل الرسالة بطريقة أسرع»، يقول معدّ النصوص الشاعر حسين شكرون.
تدور أعمال البحث عما يعيق عمل الصحافيين الشابين، في عدد من الدول المجاورة والإقليمية والعالمية، «ولا ضير من المرور قليلاً على بعض فنون وعادات وتقاليد هذه البلاد».
وفيما تبادر القيادة العامة لكشاف التربية إلى منح الفوج في كفررمان وسام تقدير على عطاءاته ونشاطاته هذه، خلال الليلة الأولى لانطلاق مهرجان «الحصاد» المستمر ثلاثة أيام متتالية، لم يتوانَ سلامة عن انتقاد المرجعيات المسؤولة عن القرارات المصيرية في كفررمان، أي رئاسة البلدية، «هذه المرجعيات التي تنتظر هفوة غير مقصودة من الكشاف لتبدأ عملية حساب طويلة تتجلّى بمقاطعته، فيما تبرر الأخطاء المقصودة من الغير، من قوى سياسية واجتماعية نافذة، وترى أنّها غيمة صيف يمكن تبديدها من أجل المصلحة العامة، وكيف بذلك تستقيم الأمور؟».
«حطينا لبنان بكادر خشب، وقلنا إنو هيدا هوي لبنان؛ كل واحد منا كبّر كادر الخشب على قياسو، وما بعرف يمكن صغّرو؟». يتدخل الشاعر الشاب حسين علي شكرون، من فريق عمل الكشاف ومعدّ نصوص العمل، ليطرح القضية عن الوطن، وكيف تراه القوى والطوائف والمذاهب، كل من زاويتها، «فإما أن يكبر كادر الوطن في العناوين الوطنية الكبرى كالمقاومة، وإما أن يتدنى ويصغر عندما تبحث كل طائفة أو كل مذهب أو حزب عن حصته في هذا الوطن»، يقول شكرون.
أما اللافت في أعمال الفنون الخلفية «الديكور»، فكان إعادة تنفيذ لوحة «القبضة» لشهيد جبهة المقاومة الوطنية قائد الكشاف فرج الله فوعاني «تحية اعتذار من كفررمان إلى القائد الذي استُشهد ولم تعد جثته أو رفاته»، يوضح شكرون فضلاً عن لوحات أشرف على تنفيذها الفنان هشام أبو زيد بمساعدة نحو 30 كشافاً شابّاً من الفوج.