نظّمت جمعيّة «شباب لبنان الواحد» الحلقة الحوارية الأولى بعنوان «الشّباب يسأل والمسؤول يجيب»، فعرض الشباب لأفكارهم بحضور وزيرَي الداخلية والبلديات زياد بارود والثقافة تمام سلام
ليال حداد
لم يكن اللقاء الذي جمع «شباب لبنان الواحد»، ووزيري الثقافة تمام سلام، والداخلية والبلديات زياد بارود، تقليدياً.
طرح الشباب كل هواجسهم ومخاوفهم، وتناقشوا في أفكارهم المختلفة. وكان تجاوب الوزيرين كبيراً إلى درجة شعرفيها الشباب بارتياح واضح، «وخصوصاً أنّ الوزير بارود من جيل الشباب ويفهم مشكلاتنا»، يقول جاد طعمة.
اختفلت نظرة الشباب إلى ما يمر به لبنان وإلى دورهم المفترض في بلدهم. ومع ذلك «فوجئتُ بالحوار الراقي جداً، وهو ما لم أكن أتوقّعه»، تشرح إلسي مفرّج.
تعود تجربة معظم الشباب مع الجمعية إلى سنوات طويلة، وقد تعوّدوا على النقاشات. يتحدّث أسعد حمود عن تجربته الشخصية ليوضح سبب إقبال الشباب الكبير على هذا النوع من الحوارات، «إن تجربة شباب لبنان الواحد أفسحت المجال أمام عدد من القوى السياسية اللبنانية في زمن كانت «مقموعة» فيه، أن تعبّر عن نفسها، وهو ما مثّل في الماضي ولا يزال حتى اليوم فسحة أمل لشباب لبنان». توافق مفرّج على ما يقوله حمّود، فهي الناشطة في التيار الوطني الحرّ، وتتذكّر مشاركتها في أحد مخيّمات الجمعية «حين اتهمنا أحد الأطراف المشاركين بأننا تيار موتور ونريد خلق فتنة في البلد». لكن بعد نقاش في المخيّم، توصّل الفريقان إلى الاتفاق على أنهما يبحثان عن الوطن نفسه مع اختلاف في طريقة التعبير.
يمكن الجزم بأنّ النقاش مع وزير الداخلية كان أكثر حماسة من الحوار مع وزير الثقافة. إذ طرح الشباب آمالهم في ما خصّ قانون الانتخاب، وكيف بإمكانهم أن يترشحوا للانتخابات مع فرصة في النجاح إذا كان السقف المالي مرتفعاً بهذا القدر. من جهته، أكد بارود أنّ لجنة فؤاد بطرس لقانون الانتخابات اقترحت تكوين هيئة مستقلة لمراقبة الانتخابات النيابية بدلاً من وزارة الداخلية. أما الأهم بالنسبة إلى الشباب فكان الشرح الذي قدّمه بارود عن قانون الانتخابات النسبي، إذ أجمع الموجودون على أن أياً منهم لم يفهم بعد معنى هذا القانون.
من جهة ثانية، وفي النقاش الذي دار بين الشباب ووزير الثقافة، تطرّق الحاضرون إلى شعاري «ثقافة الموت» و«ثقافة الحياة»، فأكّد سلام أن هذه شعارت سياسية لا علاقة لها بالثقافة. «أنا أحب الحياة، أحب الرقص، والفنّ، وأحب المقاومة»، يقول حمود الذي أعلن أن دعم المقاومة لا يتعارض مع حب الحياة والعيش بفرح.
إلا أنّ أكثر التعليقات التي أعلنها الشباب والتي أثرت بالموجودين، كان ما صرّح به أحد الشباب من الجنوب الذي أعلن «أنّه إذا شنت إسرائيل حرباً على الجنوب أخاف أن أقصد منزل أهلي ومواطنيّ في بيروت»، فما كان من أهل بيروت الموجودين في الحلقة الحوارية إلا أن أعلنوا أن بيوتهم مفتوحة «لأهلنا في الجنوب والضاحية، وما حصل بيننا لم يكن سوى غيمة سوداء، مرّت وانتهت مفاعيلها السلبية».
يذكر أنها الحلقة الحوارية الأولى، ضمن سلسلة من النقاشات التي تنظّمها الجمعية «تعويضاً عن المخيّم الذي تعوّدنا إقامته كل عام»، تقول منسقة حلقات الحوار وجمعية شباب لبنان الواحد رحاب مكحل.


أعلن وزير الثقافة، تمّام سلام، أنه يسعى إلى أن تكون بيروت عام 2009 عاصمة عالمية للكتاب، «وما يساعد في ذلك هو دورة الألعاب الفرنكوفونية التي ستجري في لبنان». كذلك رأى سلام أنّ الثقافة لا تقتصر على اللغة الثانية التي يتكلمها اللبناني، بل هي عالم واسع من الفن والمطالعة