strong>انطلقت أمس المرحلة الثانية من امتحانات شهادة الثانوية العامة بفرعيها الآداب والإنسانيات والاجتماع والاقتصاد. وقد تفقّد وزير التربية والتعليم العالي الدكتور خالد قباني الطلاب الذين تغيّبوا قسراً عن امتحانات الأسبوع الماضي في طرابلس بسبب الأحداث الأمنية
رفض وزير التربية والتعليم العالي خالد قباني الاتهامات التي وجّهها إليه طلّاب منطقتي باب التبانة وجبل محسن، من أنه لم يرجئ الامتحانات الرسمية من أجلهم لكونهم ينتمون إلى مناطق فقيرة، كما لم يأخذ الوضع الأمني المضطرب الأسبوع الماضي في طرابلس بعين الاعتبار، فرأى أنّ «عدم إجرائها في وقتها كان سيعني صعوبة إجرائها لاحقاً».
ودافع قباني عن نفسه بالقول: «أنا ابن فقير، وأتيت من وسط الفقراء، وأحرص على أن يتعلموا، لأنّ أبناء الأغنياء يُدبّرون أنفسهم». وأكد قباني «أننا أخذنا مصالح الطلاب بالاعتبار بالدرجة الأولى، ولم نرجئ الامتحانات حرصاً على مصلحتهم، ولأنّ قسماً كبيراً منهم قد استعد جدياً ونفسياً لها، وتقدم لامتحانات الدخول إلى جامعات في لبنان وخارجه». وشدّد على أنّ «أبناء هذه المناطق هم أبناؤنا، ومكانهم في قلوبنا وعقولنا ومحط اهتمامنا». وكان قباني قد تفقّد سير امتحانات شهادة الثانوية بفرعيها الآداب والإنسانيات والاجتماع والاقتصاد في مركز ثانوية الحدادين في طرابلس، واطّلع على أوضاع الطلاب الذين تغيّبوا عن امتحانات فرع العلوم العامة وعلوم الحياة التي جرت الأسبوع الماضي. وذكّر قباني بأنّ وزارة التربية والتعليم العالي «لم ترجئ الامتحانات في ظروف أصعب، مثل أحداث مخيم نهر البارد العام الماضي، وعدوان إسرائيل في تموز من العام الذي سبقه، انطلاقاً من حرصنا على مصلحة الطلاب أولاً وأخيراً».
وعندما سُئل قباني عن أنّ الطلاب المتغيبين عن امتحانات الأسبوع الماضي في فرعي العلوم العامة وعلوم الحياة، قد وجدوا أنّ برنامج المواد قد تغير عليهم من دون أن يعلموا بذلك، وأنّ ذلك أصابهم بإحباط نفسي إضافي، لكون البرنامج السابق حدّد لهم مادتي الكيمياء والفلسفة في اليوم الأول، فإذا بهم يجدون أنفسهم أمام اختبار مادتي الفيزياء والتاريخ في هذا اليوم، نفى أن يكون ذلك قد حصل، أو أن يكون خطأ من هذا القبيل قد ارتُكب.
وكان قد حضر إلى مركز الحدادين 27 طالباً من أصل 205 طلاب في فرعي علوم الحياة والعلوم العامة كانوا قد تغيبوا عنها الأسبوع الماضي بسبب الأحداث. وأشار قباني إلى أنّ حضور الطلاب في فرعي الآداب والإنسانيات والاقتصاد والاجتماع سجّل 99 في المئة، مؤكداً أنّه راض كل الرضى عن هذه الامتحانات ومجرياتها، وقد أظهر الطلاب أيضاً وعيهم لمصلحتهم ومستقبلهم». ومن المقرر أن يجول قباني اليوم الثلاثاء على مراكز الامتحانات في صيدا والنبطية.
وفي بيروت، اعترض بعض طلاب الاجتماع والاقتصاد على طول مسابقة التاريخ التي كانت تحتاج إلى عشر دقائق إضافية كما قالوا، فيما أكد زملاء لهم أنّ مسابقة الاجتماع لم تتطلّب مستندات بل ارتكزت على الاستنتاج. وأجمع الطلاب في ثانوية رمل الظريف على أنّ المراقبة كانت قاسية فلم يسمح لهم بطرح أي سؤال، بينما أكد أصدقاؤهم ممن قدموا امتحاناتهم في ثانوية أخرى، وجاؤوا ليطمأنوا إليهم، أنّ المراقبين هناك اعتمدوا على المذهب الذي ينتمي إليه الطلاب لتسهيل المراقبة أو تشديدها. فأكد علي أنّ المراقب عندما كان يدور بين الطلاب للتأكد من التطابق بين بطاقات الامتحانات وإخراجات القيد كان ينظر مباشرة إلى خانة المذهب، وهذا ما ساعده لكونه شيعياً.
وفي ثانوية الأشرفية الرسمية للصبيان، بدا طلاب فرع الآداب والإنسانيات مرتاحين، رغم أنّ الأجواء كانت «قاسية» تقول فانيسا مندلق من ثانوية الشحروري. وتشرح مندلق أنّ المراقبة كانت مشدّدة، وخصوصاً في مسابقة التاريخ، ولم يكن الغش مسموحاً به «ما خلونا ننقل ولا كلمة، كتير هلقد». أما مسابقة الفلسفة العربية، فيجمع الطلاب على أنّها كانت عادلة ولكن «طويلة شوي» تقول ساره خوري، فتقاطعها رفيقتها «أن تكون طويلة أفضل من أن تكون صعبة».
وفي البقاع انطلقت الامتحانات في 15 مركزاً، في كل من زحلة وبعلبك وجب جنين وأبلح واللبوة ودورس. وجالت رئيسة المنطقة التربوية بالانابة آمال كنعان على مراكز الامتحانات في متوسطة اللبوة الرسمية ومتوسطة بعلبك الجديدة الثانية ومتوسطة الشراونة الرسمية، حيث زارت مدرسة القديسة ريتا في زحلة، على أن تستكمل اليوم تفقد باقي المراكز. وأثنت كنعان على الأجواء الطبيعية التي وفرتها القوى الأمنية حول مراكز الامتحانات في محافظة البقاع، إذ لم تسجل أي شكوى في صفوف التلامذة والأساتذة.
أما في النبطية فتوزع 1333 مرشحاً على أربعة مراكز في المحافظة لشهادة الاجتماع الاقتصاد وهي ثانوية الصباح الرسمية وتقدم فيها 430 مرشحاً، ثانوية عبد اللطيف فياض الرسمية وتقدم فيها 384 مرشحاً، ثانوية جديدة مرجعيون وتقدم فيها 204 مرشحين، ثانوية بنت جبيل وتقدم فيها 315 مرشحاً. يذكر أنّ طلاب الآداب والإنسانيات لكل محافظة النبطية امتحنوا في ثانوية كفررمان للبنات الرسمية. وبلغ عدد الطلاب 242 مرشحاً.
(شارك في التغطية: عبد الكافي الصمد، ديما شريف وليال حداد)


لقطة

حضر الطالب إيهاب عامر رجبية من بلدة حرار ــــ عكار على كرسي نقال بعدما أصيب أثناء الاشتباكات بطلق ناري أقعده، لكنّه أصر على تقديم الامتحانات، لأنه استعد لها جيداً. يذكر أنّ رجبية امتحن في قاعة خاصة.