سليم علاء الدين«حربنا خطر هرب منه الشيطان وأحاط بالبشر، ثورة غضب وُلِدت في دقّة قلب كادت أن تكون نار حبّ». هكذا كانت رؤية الطالبة رزان حمدان التي قدّمت مشروعها النهائي، مسرحية «الشيطان في خطر» عن نص للكاتب توفيق الحكيم يحمل العنوان نفسه، على مسرح غولبنكيان في الجامعة اللبنانية الأمريكية.
لم تتصرف رزان بالنص كثيراً، إلّا في تحويل الشيطان إلى شيطانة والفيلسوف إلى فيلسوفة والزوجة إلى زوج. أرادت رزان أن تكسر التقليد وتغيّر الفكرة (الكليشيه) التي تقول إنّ الشيطان والفلاسفة هم فقط من الرجال. وتؤكد أنّه «ليس بالضرورة في أعمال كهذه أن يتحدّد الوقت أو جنس الشخصيات». عدا ذلك، كان العمل يصب في منحى تقليدي، لم يتجاوز نص الحكيم، معتمداً على سينوغرافيا كلاسيكية تتداخل فيها غرفة نوم الفيلسوفة ومكتبها ومكتبتها وحمامها في بقعة مكانية واحدة من دون إيجاد أي تبرير لذلك.
أما بالنسبة إلى المؤثرات السمعية والبصرية، فتخلّلت العمل بعض الأصوات التي دلّلت على الحرب التي هربت منها الشيطانة.
بالعودة إلى شخصيات المسرحية، أظهرت رزان «الشيطانة» التي تؤدي دورها جنى أبو رسلان، بهيئة المرأة اللعوب أكان من حيث ملابسها أم مكياجها الفاضحين. أما الفيلسوفة (فرح أبو حسن) فبدت معلّقة بين الكتب والجرائد بمحاكاة واقعية للصورة النمطية للفلاسفة، بينما الزوج (عبد الرحمن شمس الدين) لم يكن إلّا رجلاً عادياً لا يتميز بشيء غريب.
يُسجَّل لرزان محاولتها الناجحة في إسقاط العرض على الواقع الذي نعيشه اليوم في عالم تسوده الحروب التي «لا تظهر فجأةً، بل هي نتيجة تراكمات داخلية في الوطن الواحد»، وإن كان نجاحاً جزئياً في السخرية من هذا الواقع المرير.